بحر البسيط

طَرِبَ الشَيخُ فَغَنّى وَاِصطَبَح مِن عُقارٍ تُنهِبُ الهَمَّ الفَرَح أَخَذَت مِن كُلِّ شَيءٍ لَونَها

ما زِلتُ أَستَلُّ روحَ الدَنِّ في لُطفٍ وَأَستَقي دَمَهُ مِن جَوفِ مَجروحِ حَتّى اِنثَنَيتُ وَلي روحانِ في جَسَدٍ

لا تَحفِلَنَّ بِقَولِ الزاجِرِ اللاحي وَاِشرَب عَلى الوَردِ مِن مَشمولَةِ الراحِ صَهباءُ صافِيَةٌ تُجديكَ نَكهَتُها

يا دَيرَ حَنَّةَ مِن ذاتِ الأُكَيراحِ مَن يَصحُ عَنكَ فَإِنّي لَستُ بِالصاحي رَأَيتُ فيكَ ظِباءً لا قُرونَ لَها

وَمائِلِ الرَأسِ نَشوانٍ شَدَوتُ لَهُ وَدِّع لَميسَ وَداعَ الصارِمِ اللاحي فَعالَجَ النَفسَ كَي يَحيا لِيَفهَمَهُ

أَمّا المِكاسُ فَشَيءٌ لَستُ أَعرِفُهُ وَالحَمدُ لِلَّهِ في فِعلٍ وَلا راحِ هاتيكَ أَنفي بِها هَمّي وَذا أَمَلي

قِف لا تَخَلخَل عَنِ الريحانِ وَالراحِ وَعَن تَرَنُّمِ أَوتارٍ بِإِفصاحِ مِن كَفِّ ساقِيَةٍ يَستَلُّ ناظِرُها

وَقَهوَةٍ مُرَّةٍ باكَرتُ صُبحَتَها وَضَوءُها نائِبٌ عَن ضَوءِ مِصباحِ حَمراءُ عَلَّقَها بِالماءِ شارِبُها

دَعِ البَساتينَ مِن وَردٍ وَتُفّاحِ وَاِعدِل هُديتَ إِلى ذاتِ الأُكَيراحِ اِعدِل إِلى نَفَرٍ دَقَّت شُخوصُهُمُ

كَأَنَّما وَجهُهُ وَالكَأسُ إِذ قَرُبَت مِن فيهِ بَدرٌ تَدَلّى مِنهُ مِصباحُ مُدَجَّجٌ بِسِلاحِ الحُبِّ يَحمِلُهُ