بحر البسيط

إِذا الغَمامُ حَداهُ البارِقُ الساري وَاِنهَلَّ مِن ديمَةٍ وَطفاءَ مِدرارِ وَحاكَ إِشراقُهُ طَوراً وَظُلمَتُهُ

أَبا سَعيدٍ وَفي الأَيّامِ مُعتَبَرُ وَالدَهرُ في حالَتَيهِ الصَفوُ وَالكَدَرُ ما لِلحَوادِثِ لا كانَت غَوائِلُها

سَرى مِن خَيالِ المالِكِيَّةِ ما سَرى فَتَيَّمَ ذا القَلبِ المُعَنّى وَأَسهَرا دُنُوٌّ بِأَحلامِ الكَرى مِن بَعيدَةٍ

في الشَيبِ زَجرٌ لَهُ لَو كانَ يَنزَجِرُ وَواعِظٌ مِنهُ لَولا أَنَّهُ حَجَرُ اِبيَضَّ ما اِسوَدَّ مِن فَودَيهِ وَاِرتَجَعَت

لا تَلحَني إِن عَزَّني الصَبرُ فَوَجهُ مَن أَهواهُ لي عُذرُ غانِيَةٌ لَم أَغنَ عَن حُبِّها

لا يَعجِبَنَّكَ قَومٌ أَنتَ بَينَهُمُ فَلَستَ مِنهُم عَلى عَينٍ وَلا أَثَرِ الباخِلونَ بِماءِ المُزنِ نَشرَبُهُ

حُلّي سُعادُ غُروضَ العيسِ أَو سيري وَأَنجِدي في اِلتِماسِ الحَظِّ أَو غوري كُلُّ الَّذي نَتَرَجّاهُ وَنَأمُلُهُ

إِنَّ الظِباءَ غَداةَ سَفحِ مُحَجَّرِ هَيَّجنَ حَرَّ جَوىً وَفَرطَ تَذَكُّرِ مِن كُلِّ ساجي الطَرفِ أَغيَدَ أَجيَدٍ

صَبابَةٌ راحَ عَنها غَيرَ مَزجورِ وَلَوعَةٌ باتَ فيها جِدَّ مَعذورِ لا يَلبَثُ الحُلمُ يَدعوهُ فَيَتبَعُهُ

صَيَّرتِني غايَةَ العُشّاقِ كُلِّهِمِ فَكُلُّهُم يَتَأَسّى بي إِذا هُجِرا لا أَذكُرُ الدَهرَ يَوماً مِنكَ أَبهَجَني