بحر البسيط

طَيفٌ أَلَمَّ قُبَيلَ الصُبحِ وَاِنصَرَفا فَكِدتُ أَقضي عَلى فَقدي لَهُ أَسَفا وافى فَما شَكَّ صَحبِي أَنَّهُ فَلَقٌ

زارَتكَ بَعدَ الكَرى زُوراً وَتَمويها ما كانَ أَقرَبَها لَولا تَنائيها زارَت وَجُنحُ الدُجى يَحكي ذَوائِبَها

بَينَ اللَوى وَحَزِيزِ الأَجرَعِ العَقِدِ مَنازِلٌ أَخلَقَتها جِدّةُ الأَبَدِ كَأَنَّها بَعدَ ما مُحّت مَعالِمُها

بِصِحَّةِ العَزمِ يَعلُو كُلُّ مُعتَزِمِ وَما جَلا غَمَراتِ الهَمِّ كَالهِمَمِ وَالعِزُّ يُوجَدُ في شَيئَينِ مَوطِنُهُ

لا زالَ سَعيُكَ مَقروناً بِهِ الرَشَدُ وَطُولُ عُمرِكَ مَعموراً بِهِ الأَبَدُ يا بَحرَ جُودٍ إِذا جادَت غَوارِبُهُ

لَو شِئتِ أَقصَرتِ مِن لَومي وَمِن عَذَلي فَالدَهرُ قَسَّمَ يَومَيهِ عَلَيَّ وَلي لا تَحسَبِيني أَغُضُّ الطَرفَ مِن جَزَعٍ

يا لَيلُ طُلتَ وَطالَ الوَجدُ وَالكَمَدُ كِلاكُما مُستَمِرٌّ ما لَهُ أَمَدُ لا دَرَّ درّك مِن لَيلٍ كَواكِبُهُ

عُوجا نُحَيِّ رُبوعاً غَيرَ أَدراسِ بَينَ اللِوى وَهِضابِ الأَرعَنِ الراسي إِلى الأَبارِقِ حَيثُ العِينُ راتِعَةٌ

هاجَ الوُقوفُ بَرَسمِ المَنزِلِ الخالي صَبابَةً لَم تَكُن مِنِّي عَلى بالِ لَولا ظِباءُ رِماحٍ لَم أَمُت شَغَفاً

هَل بَعدَ شَيبكَ مِن عُذرٍ لِمُعتَذِرِ فَازجُر عَنِ الغَيِّ قَلباً غَيرَ مُنزَجِرِ ما أَنتَ وَالبِيضُ في شِعرٍ تَفُوهُ بِهِ