بحر البسيط

عَجِبتُ أَن جَعَلوا يَوماً لِذِكراكا كَأَنَّنا قَد نَسينا يَومَ مَنعاكا إِذا سَلَت يا أَبا شادي مُطَوَّقَةٌ

صونوا يَراعَ عَلِيٍّ في مَتاحِفِكُم وَشاوِروهُ لَدى الأَرزاءِ وَالنُوَبِ وَاِستَلهِموهُ إِذا ما الرَأيُ أَخطَأَكُم

طوفوا بِأَركانِ هَذا القَبرِ وَاِستَلِموا وَاِقضوا هُنالِكَ ما تَقضي بِهِ الذِمَمُ هُنا جَنانٌ تَعالى اللَهُ بارِئُهُ

رُدّوا عَلَيَّ بَياني بَعدَ مَحمودِ إِنّي عَييتُ وَأَعيا الشِعرُ مَجهودي ما لِلبَلاغَةِ غَضبى لا تُطاوِعُني

رُدّا كُؤوسَكُما عَن شِبهِ مَفؤودِ فَلَيسَ ذَلِكَ يَومَ الراحِ وَالعودِ يا ساقِيَيَّ أَراني قَد سَكَنتُ إِلى

كَم مَرَّ بي فيكِ عَيشٌ لَستُ أَذكُرُهُ وَمَرَّ بي فيكِ عَيشٌ لَستُ أَنساهُ وَدَّعتُ فيكِ بَقايا ما عَلِقتُ بِهِ

لَم يَبقَ شَيءٌ مِنَ الدُنيا بِأَيدينا إِلّا بَقِيَّةُ دَمعٍ في مَآقينا كُنّا قِلادَةَ جيدِ الدَهرِ فَاِنفَرَطَت

ماذا أَصَبتَ مِنَ الأَسفارِ وَالنَصَبِ وَطَيِّكَ العُمرَ بَينَ الوَخدِ وَالخَبَبِ نَراكَ تَطلُبُ لا هَوناً وَلا كَثَباً

جِرابُ حَظِّيَ قَد أَفرَغتُهُ طَمَعاً بِبابِ أُستاذِنا الشيمي وَلا عَجَبا فَعادَ لي وَهوَ مَملوءٌ فَقُلتُ لَهُ

لِكُلِّ دَمْعٍ مِنْ مُقْلَةٍ سَبَبُ وَكَيْفَ يَمْلِكُ دَمْعَ الْعَيْنِ مُكْتَئِبُ لَوْلا مُكَابَدَةُ الأَشْوَاقِ ما دَمَعَتْ