بحر البسيط

يا دهرُ مالكَ لا تَثني يدَ النوبِ إني أخافُ عليْها سورةَ الغَضَبِ ولا تأمَنَنَّ حليماً رمتَ هَضْمَتَه

يا مَنْ أضَرَّ بحُسنِ الشّمسِ والقَمَرِ ولم يدعْ فيهِما للناسِ من وطَرِ نفْسي فِداؤُكَ من بدرٍ على غُصُنٍ

فَوِّقْ سِهامَكَ وارمِ النّجمَ عن عُرُضٍ فلستَ أوَّلَ مَغرورٍ من الظَّنَنِ وانحتْ بفأسِكَ في صماءَ شاهقةٍ

هلاَّ خلوتَ بعذلي يومَ تَنْصَحُني انَّ النصيحةَ بينَ القومِ تَقْرِيْعُ أَو خِفتَ أَنْ يتعاطى فضل حُجتِه

يا مَنْ تَرى كلَّ فوقٍ عينُه دُونَا ما قلتَ للدَّهْرِ لما جَاء يَشكونَا فانَّنَا قَدْ غَنِيْنَا عن مَطَالبهِ

أَلاَ فتىً يَمْنَعُ الجيرانَ جَانِبُهُ فيستجارُ بهِ بعدَ ابنِ عَبَّادِ ماتَتْ لميتتهِ الآمالُ وانقطعتْ

يا ناطِقاً كانَ فَصلُ القولِ من خَطَله وذائقاً كانَ صابُ الدهرِ من عسلِهْ ما كنتَ أولَ طلاّبٍ لمُطلبٍ

في كلِّ يومٍ لنا يا دهرُ معركةٌ هامُ الحوادثِ في أرجائِها فِلَقُ حظّي من العيشِ أكلٌ كلُّه غَصَصٌ

ما بالُ فعلِكَ في الأفْهامِ لم يَقُمِ لأجلِ دِقّتِهِ أمْ دِقّةِ الفَهَمِ فالدّهْرُ يحلِفُ إنّي ما كلفتُ بهِ

تقولُ إنّ كلامي غيرُ مُنْتَحَلِ ولا تُموِّلُني شيئاً سوى الأمَلِ وتحسَبُ البينَ للأعْداءِ يسْمَحُ بي