بحر البسيط

لا يَرحَلُ الشَيبُ عَن دارٍ أَقامَ بِها حَتّى يُرَحِّلَ عَنها صاحِبَ الدارِ

كَذَلِكَ الغَيثُ يُرجى في تَحَجُّبِهِ حَتّى يُرى مُسفِراً عَن وابِلِ المَطَرِ

فَالكَلبُ إِن جاعَ لَم يَعدُمَكَ بَصَبصَةً وَإِن يَنَل شَبعَةً يَنبَح عَلى الأَثَرِ

إِنّي كَثَرتُ عَليهِ في زِيارَتِهِ فَمَلَّ وَالشَيءُ مَملولٌ إِذا كَثُرا قَد رابَني مِنهُ أَنّي لا أَزالُ أَرى

تَلَمَّظَ السَيفُ مِن شَوقٍ إِلى أَنَسِ فَالمَوتُ يَلحَظُ وَالأَقدارُ تَنتَظِرُ فَلَيسَ يَبلُغُ مِنهُ ما يُؤَمِّلُهُ

رَأيُ المُهَلَّبَ أَو بَأسُ الأَيازيدِ

نامَ العَواذِلُ وَاِستَكفَينَ لائِمَتي وَقَد كَفاهُنَّ نَهضُ البيضِ في السودِ الشَيبُ كُرهٌ وَكُرهٌ أَن يُفارِقَني

كَأَنَّهُ شِلوُ كَبشٍ وَالهَواءُ لَهُ تَنّورُ شاوِيَةٍ وَالجَذعُ سُفّودُ

الجودُ أَخشَنُ مَسّاً يابَني مَطَرٍ مِن أَن تَبُزَّ كُموهُ كَفُّ مُستَلبِ ما أَعلَمَ الناسَ أَنَّ الجودَ مَدفَعَةٌ

شَكى الزَمانَ بِهِ أَمضى بِهِ قَدَراً إِنَّ الزَمانَ لَمَحمودٌ عَلى الأَبَدِ لَن يُبطِئَ الأَمرُ ما أَمَّلتَ أَوبَتَهُ