بحر الخفيف

قُلتُ لِلكَلبِ حينَ مَرَّ بِيَ اِخسَأ فَكَأَنّي كَوَيتُ قَلبَكَ كَيّا أَتَرى أَنَّني أَعُدُّكَ كَلباً

اِسقِنيها وَاللَيلُ فَرعُ عَروسٍ زَيَّنوهُ بُدُرِّهِ وَجُمانِه وَكَأَنَّ الجَوزاءَ حينَ تَهاوَت

في كُلِّ خَلقٍ خِلَّةٌ مَذمومَةٌ وَوَراءُ كُلِّ مُحَبَّبٍ مَكروهُ

فَتَرَت صَهوَتي وَأَقصَرَ شَجوي وَأَتاني السُرورُ مِن كُلِّ نَحوِ إِنَّ روحَ الشِتاءِ خَلَّصَ روحي

وَكُؤوسٍ إِذا دَجا اللَيلُ دارَت تَحتَ سَقفٍ مُرَصَّعٍ بِاللُجَينِ وَكَأَنَّ الهِلالَ مِرآةُ تِبرٍ

ظَلَّ يَسقي حَدائِقاً وَجِناناً يا لَها مِن حَدائِقٍ وَجِنانِ خَطَرَت بَينَها الرِياحُ سُحَيراً

مَن يَكُن صائِلاً بِمِثلِ لِساني لَم يُضِرهُ أَن لَم يَصِل بِسِنانِ

وَنَخيلٍ وَقَفنَ في مِعطَفِ الرَم لِ وُقوفَ الحُبشانِ في التيجانِ شَرِبَت بِالأَعجازِ حَتّى تَرَوَّت

قَفَعَ البَردُ ضَيفَ عَمروٍ فَأَضحى مِثلَ مَن فيهِ يا أُخَيَّ زَمانَه باتَ لِلبَردِ في ظَهارَةِ سوءٍ

ما أَعافُ النَبيذَ خيفَةَ إِثمٍ إِنَّما عِفتُهُ لِفَقدِ النَديمِ لَيسَ في اللَهوِ وَالمُدامَةِ حَظٌّ