بحر الدوبيت

وَا خجلةَ عاثِرٍ بِذَيلِ الكِبَرِ قَد سَوَّدَ وَجهَه بَياضُ الشَعَرِ لَو لَم يَكُ في خِفارَةِ الشيبِ أَتى

لَمّا وَجَدَ السِوارُ مَسَّ الخُصُرِ قامَت وَسرت تَسبق شأوَ النَظَرِ إِن أنسَ فَلا وَاللَّهِ أَنسى أَبَداً

النَرجِسُ يَرنو بِجُفون الحورِ وَالنَورُ عَلَيهِ رَشحَةٌ مِن نورِ مِن كِلَّتِهِ تَبَرَّجَ الوَردُ فقُم

أَرتاح إِذا هَبَّ نَسيمُ السَحَرِ مِن لطفك يَستَعيرُ نشرَ الزَهَرِ أَهواكَ وَلَم أَفز بِلُقياكَ نَعَم

يا وَيحَ معنّىً بِهُمومِ الهَجرِ مبدٍ لك تأثيرَ سُمومِ الهَجرِ لَو أَنشَقه رائحةَ الوَصلِ صَبا

قَد أَشرَقَ في الدُجى شعاعُ الفَجرِ واِمتَدَّ إِلى الظَلامِ باعُ الفَجرِ لا تَلهُ عَن المُدام واملأ قَدَحاً

الوردُ يريكَ وَجنَةَ المَخمورِ يغترُّ بِملءِ فيهِ كالمَخمورِ لِلجَنَّةِ لا النارِ أَراه أَهلاً

قالَت وَتَردَّيتُ بِشَيبٍ يَزري أَلقاكَ مُنَكّساً لطرف القَبرِ إِن نُكِّسَ ذا الشِطاطُ ما مِن نُكرِ

في الرَوضِ ذَكا الوَردُ وَلا كالجَمرِ وافاكَ بِلَونَينِ نَمومَ النَشرِ صادَفتُ مِن الزَبرجدِ الكَعب عَلى

لِلوردِ دَعَوتُ باِمتِدادِ العُمرِ فاِرتَدَّ مُجاوِباً بِدَمع يَجري هَل في سُرُجٍ ضَعيفة مِن طَمَعٍ