بحر الدوبيت

يا تارِكَ رَبعِ الصَّبرِ مِنِّي مَهدوُم ما إِن يُرَى لِغائِبِ الوَصلِ قُدوُم خَف ربَّكَ في العُشَّاقِ وارفُق بِهِمُ

المنزلُ أَينَ قَد بَراها الأَينُ يا سائِقَها إِذا نالَ مِنها البَينُ ذا حثُّكَ والزَّجرُ لها لو تَرَكا

لِلكَرمِ يَدٌ صَنيعُها مَشكورٌ عِندي أَبداً وَفَضلُها مَشهورُ لَو جُزتُ عَليهِ صاحِياً لانحَرفَت

يا لَيلَةَ وصلٍ طابَ فيها السَّهرُ إِذ باتَ نَديمي في دُجاها القَمَرُ يَفتَرُّ فَدُرُّ ثَغرِهِ مُنتَظِمٌ

في خَدِّك وردٌ ماؤُهُ مرشوشُ في فيكَ فعندي منهما تشويشُ والرِّيقَةُ ماءُ خَمرٍ كرمتُهُ

إن سرَّكَ ما يسوءُ من أحوالِ زِدني فأنا أصبِرُ للأهوالِ أو كنتَ لقتلي طالباً فهوَ إذا

ما أحسنَ ما يكونُ مَن تهواهُ في حضنِكَ والنُّعاسُ قد غشَّاهُ أُوصيكَ إذا تَنرجَسَت عيناهُ

يا رائِشُ قِس أَمرَكَ في جُملَتِهِ فالُمؤمِنُ قِيلَ النُّصحُ من شيمَتِهِ إِيَّاكَ وذاكَ السَّاحِرَ الطَّرفِ وَخَف

يا قاهِرَةَ الُمعزِّ لي فيكِ رَشا قَد أُعطِيَ ما كانَ مِنَ الحُسنِ يَشا مِن أَينَ لِغَيرِهِ سَنا بَهجَتِهِ

يا نَجمُ قَد استَحيا أَخوكَ القَمَرُ إِذ لَيسَ لَهُ مِثلَكَ خَدٌّ نَضِرُ لَو أَمَكَنَهُ أَعلاكَ عَن رُتبَتِهِ