بحر الرمل

هَبطَ اللَّيلُ ولمَّا أن دجا أقبَلت توقِدُ فيهِ سُرُجا كاعبٌ تدرجُ في رَوضتِها

تشتكينَ الحرَّ والظلُّ عليكِ والرحامى تصحب الماءَ لديكِ يا ترى ما حالُ صبٍّ صَدرُهُ

حَفِلَ الشارعُ والجمعُ لغَطْ وتلاقى فيهِ موجاً واختلطْ وغوانيهِ يُنَثِّرنَ الهوى

ذهَبَ الحبُّ فما أشقى الفَتى بنَعيمٍ قد طواهُ الدَّهرُ طي علَّلَ النَّفسَ بآمالٍ فلم

رَجِّعي يا ميُّ ذيّاكَ الغِناءْ فهوَ تذكارُ نعيمٍ في الشَّقاءْ وامزُجي الأنغامَ بالألحانِ في

سرتُ في الروّضةِ والصبحُ قريبُ وعلى أعطافِها بُردٌ قشيبُ فإذا زنبقةٌ ميّلَها

يا طُيوراً بعدها النضرُ ذوى في ربوعٍ خَلَعت ثوبَ الهوى مرحباً حاملةَ البُشرى لنا

أَنَا مَنْ أَسْلَفْتُ خَيْراً وَتَوَانَى زِد جَمِيلاً وَاقْبَلِ العُذْرَ امْتِنَانَا عَلِمَ اللهُ ضَمِيرِي لَمْ يَزَلْ

أَيُّ شِعْرٍ أَيُّ نَثْرٍ مُجْزِيءٌ مِنْ نَدًى يَجْرِي بِهِ الوَادِي الأَمِينْ مِنْ نَدَى شَمْسِ المَبَرَّاتِ الَّتِي

عِشْتَ كَالطِّفْلِ أَصَابَ الأَلضما مَوْضِعَ اللَّهْوِ وَلَمْ يَدْرِ لِمَا جِدَّ غِرٍّ فِي كِفَاحِ الدَّهْرِ لا