بحر السريع

مالي أرى الماء علا وارتقَى كأنّ فيه حَبَب البَرْدِ وزاحم المعشوق في قدّه

اخترت بالمختار لذَّاتي وكرَّ كاساتي وطاساتي وبَرْدَ ظَلْماء دُجَاه إذا

وبركة تزهو بنيلُوفَرٍ نسيمه يشبه نَشْرُ الحبيبْ مفتَّح الأجفان في نومه

يا عجباً للناس كيف اغتدَوْا في غفلةٍ عمّا وراء المَماتْ لو حاسبوا أنفسَهم لم يكن

لومُ لئيم كلّما اشتدّ خابْ والشَّوقُ لا يُصْغِي لبعض العِتاب مَنْ لام في الحب كئيب الحشا

رأيتُ في البستان إنسانةً صفراء للألباب سلاَّبَهْ كأنّها لمَّا بدَتْ ظبيةٌ

وا بِأبِي الظّبيُ الذي لو بدا للبدرِ قال البدرُ واظُلْمَتاهْ أثّرتُ بالألحاظ في خدّه

أُتْرُجَّةٌ مادَ بها غصنُها وجادها الطَّلّ فأبقاها كأنّما زارتْ محبًّا لها

نحن من البستان في نُزْهةٍ ولفظُنا مثل حُلاه سَوَا تَذاكُرٌ يطفي غليلَ الجوى

وشادنٍ شَرْطِ الصِّبا مُرْهَفٍ قُرَّةِ عينيْ من تمنّاهُ كأنما الحسنُ رأى وجهَه