بحر السريع

هَلْ مِنْ فَتَى يَنْشُدُ قَلْبِي مَعِي بَيْنَ خُدُورِ الْعيْنِ بِالأَجْرَعِ كَانَ مَعِي ثُمَّ دَعَاهُ الْهَوَى

أَيْنَ لَيَالِينَا بِوَادي الْغَضَى ذَلِكَ عَهْدٌ لَيْتَهُ مَا انْقَضَى كُنْتُ بِهِ مِنْ عِيشَتِي رَاضِياً

يَا رُبَّ لَيْلٍ بِتُّ أُسْقَى بِهِ مَشْمُولَةً صَفْرَاءَ كَالْوَرْسِ كَأَنَّهَا فِي كَأْسِهَا شُعْلَةٌ

من ذا يلوم المرء في روعه فالروع ذهّاب بعقل الرجالْ كم مستحيل ردَّه جائزاً

أَلْهَتْكُمُ الدُّنْيَا عَنِ الآخِرَهْ وَهِيَ مِنَ الْجَهْلِ بِكُمْ سَاخِرَهْ وَغَرَّكُمْ مِنْهَا وَأَنْتُمْ بِكُمْ

نَمَّ الصَّبَا وَانْتَبَهَ الطَّائِرُ وَاسْتَحَرَ الصَّاهِلُ وَالْهَادِرُ وَأَضْحَتِ الأَرْضُ لِفَيْضِ الْحَيَا

مَا أَطْوَلَ اللَّيْلَ عَلَى السَّاهِرِ أَمَا لِهَذَا اللَّيْلِ مِنْ آخِرِ يَا مُخْلِفَ الْوَعْدِ أَلا زَوْرَةٌ

مَنْ طَلَبَ الْعِزَّ بِلا آلَةٍ أَدْرَكَهُ الذُّلُّ مَكانَ الظَّفَرْ فَاصْبِرْ عَلَى الْمَكْرُوهِ تَظْفَرْ بِمَا

لَمْ أَصْطَبِرْ بَعْدَكَ مِنْ سَلْوَةٍ لَكِنْ تَصَبَّرْتُ عَلَى جَمْرِ وَشِيمَةُ الْعَاقِلِ فِي رُزْئِهِ

يَا أَيُّهَا الظَّالِمُ فِي مُلْكِهِ أَغَرَّكَ الْمُلْكُ الَّذِي يَنْفَدُ اصْنَعْ بِنَا ما شِئْتَ مِنْ قَسْوَةٍ