بحر الطويل

خليلي حب الشركسية شفني ولم يبق مني غير حبر على ورق ولم يبق مني غير رسم ترونه

ووادٍ كأنفاس المحبين في القرب نسائمُه السكرى على مائة العذب سقته الغوادي نهلة من معينها

أفي كل يوم منزل ورحيل وقال به ذرعاً تضيق وقيل وعمر كأحلام اليتيم كآبة

لقد كان لي قلب شفوق وأدته فواراه من ليل التباريح غيهب فلا ظبية الوادي تعن بباله

أناشدكم وادي الشتا وظباءه وغزلان وادي السير والأعين الدعجا وقلباً شجياً كلما خطرت له

يقولون تب عنها لسوف أتوب وسوف إذا ربي أراد أنيب فأنكر ندماني وأهجر حانتي

أفي كل يوم أنت مضنى مروع تشوقك أوطان وتصبيك أربع قضيت الصبا صباً وأنحيت نحوه

أتذكر والخمار بورك سعيه يجيء بخيرات العقول ويذهب ليال لنا بالحانتين كأنها

ألا حبذا يا ليلُ من فيك قبلةً تقوم مقام الخمر للكبد الظامي لئن حرم الإسلام خمراً سلافة

حننتُ إلى الوادي إلى مسرح الصبا إلى روضه الزاهي إلى مائه العذب إلى الدوح تشدو الطيرُ فوقَ غصونه