بحر الطويل

بِتُّ سِلمَ الجَوى وَحَربَ النُعاسِ عُرضَةً لِلزَفيرِ وَالأَنفاسِ دائِباً لَيلَتي أَكُفُّ بِكَفّي

بِنَفسي حَبيبٌ سَوفَ يُثكِلُني نَفسي وَيَجعَلُ جِسمي تُحفَةَ اللَحدِ وَالرَمسِ جَحَدتُ الهَوى إِن كُنتُ مُذ جَعَلَ الهَوى

إِذا راحَ مَشهورُ المَحاسِنِ أَو غَدا بِلينٍ عَلى لَحظِ العُيونِ الغَوامِزِ فَمَن لَم تَفُز عَيناهُ مِنهُ بِنَظرَةٍ

أَغمِد عَنِ المُهجاتِ سَيفَ الناظِرِ فَلَقَد فَتَرنَ مِنَ اللِحاظِ الفاتِرِ كَيفَ اِعتَدَلتَ مَعَ اِعتِدالِ الغُصنِ في

أُبادِرُها بِالشُكرِ قَبلَ وِصالِها وَإِن هَجَرَت يَوماً طَلَبتُ لَها عُذرا وَأَجعَلُها في الغَدرِ عِندي وَفِيَّةً

بِعَقلي هَذا صِرتُ أُحدوثَةَ الرَكبِ وَقَد كُنتُ في سَلمٍ فَأَصبَحتُ في حَربِ لَعَمرٌو مَعَ الرَمضاءِ وَالنارُ تَلتَظي

تَلَقّاهُ طَيفي في الكَرى فَتَجَنَّبا وَقَبَّلتُ يَوماً ظِلَّهُ فَتَغَضَّبا وَخُبِّرَ أَنّي قَد مَرَرتُ بِبابِهِ

أَلا يا خَليلَيَّ اللَذَينِ كِلاهُما بِلَبَّيكَ عِندَ النائِباتِ يُجيبُ أَعينا عَلى ظَبيٍ جُعِلتُ نَصيبَهُ

ومُنفَرِدٍ بِالحُسنِ خُلوٍ مِنَ الهَوى بَصيرٍ بِأَسبابِ التَجَرُّمِ وَالعَتبِ وَلوعٍ بِسوءِ الظَنِّ لا يَعرِفُ الوَفا

ذَكَرتُكِ حَتّى كِدتُ أَنساكِ لِلَّذي تَوَقَّدُ مِن نيرانِ ذِكراكِ في قَلبي بَكَيتُكِ لَمّا مَثَّلَ النَأيُ بِالهَوى