بحر الطويل

نُسائِلُها أَيَّ المَواطِنِ حَلَّتِ وَأَيُّ دِيارٍ أَوطَنَتها وَأَيَّتِ وَماذا عَلَيها لَو أَشارَت فَوَدَّعَت

أَقولُ لِمُرتادِ النَدى عِندَ مالِكٍ تَعَوَّذ بِجَدوى مالِكٍ وَصِلاتِهِ فَتىً جَعَلَ المَعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ

يا مَغرِسَ الظَرفِ وَفَرعَ الحَسَب وَمَن بِهِ طالَ لِسانُ الأَدَب إِنّا عَهِدناكَ أَخا عِلَّةٍ

أَبا جَعفَرٍ أَضحى بِكَ الظَنُّ مُمرِعاً فَمِل بِرَواعيهِ عَنِ الأَمَلِ الجَدبِ فَوَاللَهِ ما شَيءٌ سِوى الحُبِّ وَحدَهُ

دَنا سَفَرٌ وَالدارُ تُنئي وَتُصقِبُ وَيَنسى سُراهُ مَن يُعافى وَيُصحَبُ وَأَيّامُنا خُزرُ العُيونِ عَوابِسٌ

أَهُنَّ عَوادي يوسُفٍ وَصَواحِبُه فَعَزماً فَقِدماً أَدرَكَ السُؤلَ طالِبُه إِذا المَرءُ لَم يَستَخلِصِ الحَزمُ نَفسَهُ

لَقَد أَخَذَت مِن دارِ ماوِيَّةَ الحُقبُ أَنُحلُ المَغاني لِلبِلى هِيَ أَم نَهبُ وَعَهدي بِها إِذ ناقِضُ العَهدِ بَدرُها

عَلى مِثلِها مِن أَربُعٍ وَمَلاعِبِ أُذيلَت مَصوناتُ الدُموعِ السَواكِبِ أَقولُ لِقُرحانٍ مِنَ البَينِ لَم يُضِف

تَقي جَمَحاتي لَستُ طَوعَ مُؤَنِّبي وَلَيسَ جَنيبي إِن عَذَلتِ بِمُصحِبي فَلَم توفِدي سُخطاً إِلى مُتَنَصِّلٍ

أَأَيّامَنا ما كُنتِ إِلّا مَواهِبا وَكُنتِ بِإِسعافِ الحَبيبِ حَبائِبا سَنُغرِبُ تَجديداً لِعَهدِكِ في البُكا