بحر الطويل

أَفي كُلِّ يَومٍ لي عِشارٌ تَسوقُها رِماحُ بَني الغَبراءِ سَوقَ الظَعائِنِ أَحالوا عَلَيها عاكِسينَ رِقابَها

ظَمائي إِلى مَن لَو أَرادَ سَقاني وَديني عَلى مَن لَو يَشاءُ قَضاني وَلَو كانَ عِندي مُعسِراً لَعَذَرتُهُ

جَناني شُجاعٌ إِن مَدَحتُ وَإِنَّما لِسانِيَ إِن سيمَ النَشيدَ جَبانُ وَما ضَرَّ قَوّالاً أَطاعَ جَنانَهُ

سَقاها وَإِن لَم يَروَ قَلبي بَيانُها وَهَل تَنطِقُ العَجماءُ أَقوى مَعانُها ضَمانٌ عَلى قَلبي الوَفاءُ لِأَهلِها

أَلا مُخبِرٌ فيما يَقولُ جَلِيَّةً يُزيلُ بِها الشَكَّ المُريبَ يَقينُ أُسائِلُهُ عَن غائِبٍ كَيفَ حالُهُ

أَيا جَبَلَي نَجدٍ أَبينا سُقيتُما مَتى زالَتِ الأَظعانُ يا جَبَلانِ أُناديكُما شَوقاً وَأَعلَمُ أَنَّهُ

قَنا آلِ فِهرٍ لا قَنا غَطَفانِ حَمَت أَهلَها مِن طارِقِ الحَدَثانِ بَني عامِرٍ ما لي وَلِلدَهرِ بَعدَما

جَنى وَتَجَنّى وَالفُؤادُ يُطيعُه فَيَأمَنُ أَن يُجنى عَليهِ كَما يَجني إِلى كَم تُسيءُ لظَنَّ بي مُتَجَرَّماً

زَمانَ الهَوى ما أَنتَ لي بِزَمانِ وَلا لَكَ مِن قَلبي أَعَزُّ مَكانِ أَبَعدَ القِبابِ اللاءِ زُلنَ عَنِ الحِمى

وَما كُنتُ أَدري الحُبَّ حَتّى تَعَرَّضَت عُيونُ ظِباءٍ بِالمَدينَةِ عَينِ فَوَ اللَهِ ما أَدري الغَداةَ رَمَينَنا