بحر الطويل

بَدا مُصطفى في أُفق سَعد وَسؤدد كَوالده يزهو بِمَصر كَفَرقدِ فَقالَ العُلا عِندَ الولاد مؤرِّخاً

وَلو أَنَّني عمّرتُ في الشُكر وَالثَنا عَلى الصَدر مَنصورٍ كَما عمّر الدَهرُ وَجئت بِما لَم يَأتِ قَبلي بمثله

عُيوني رَمَتني في المَحبة لا يدي وَمَن همتُ وَجداً فيهِ إِن يَصمِ لا يدي وَشاركها في صَبوَتي وَهوَ ظالمٌ

بِكَ الدَولة الغَراء في مَصر تصعدُ عَلى هامة البَدر المُنير وَتَسعَدُ وَفي ظلك المَمدود تَبلغ سؤلها

لَقَد عادَ إسماعيل وَالعُود أَحمَدُ إِلى مَصره الغَراء وَهُوَ مؤيدُ وَأَقبل مِن دار الخِلافة فائِزاً

رِياض سَما في عَصره بِسَدادِهِ عَلى كُل مَن أَجرى مَذاكي جيادِهِ وأَحرَز كُل السَبق في دَولة عَلَت

إِلَيكَ سَعى يا أَوحَد الدَهر سؤددُ بِهِ لَكَ أَبناء المَعارف تَشهَدُ وَإِنَّكَ أَولى يا نَبيه بِرُتبة

تَحلَّى بِإِقبال المَليك سَعيدِ مِن الملك في شوّال أَحسنُ جيدِ وَساعَدت الأَقدارُ مصرَ بِطالعٍ

بَدا كَوكَب الأَفراح طالعُهُ السَعدُ فَأَشرَق في أُفق التَهاني بِهِ المَجدُ وَنادى بَشير الأُنس في لَيلَة الصَفا

سَعيد حَبا مَصراً بِعَزمٍ وَهمةِ وَرَأيٍ وَتَدبير وَحَزم وَصَولةِ وَقامَ لحفظ العالمين بِما غَدا