بحر الطويل

وَغِزلانِ إِنسٍ قَد طَرَقتُ بِسُدفَةٍ فَلَم تَكتَحِل أَجفانُهُم بِرُقادِ يَقُلنَ لَنا يا لَيتَ ذا اللَيلَ سَرمَداً

سَرى لَيلَةً حَتّى أَداءَ عَمودُها وَأَيَّةُ سَوقٍ شَوقُها لا يَعودُها وَسارَ مَسيرَ الشَمسِ لَم تَبقَ بَلدَةٌ

لَقَد صاحَ بِالبَينِ الحَمامُ النَوائِحُ وَهاجَت لَكَ الشَوقَ الحُمولُ الرَوائِحُ حَلَلنا الحِمى حَتّى اِنمَحَت نَبهَةُ النَدى

لَبِسنا إِلى الخَمّارِ وَالنَجمُ غائِرٌ غُلالَةَ لَيلٍ طُرِّزَت بِصَباحِ وَظَلَّت تُديرُ الراحَ أَيدي جَآذِرٍ

تَرَكتُ أَخِلّاءً كَثيراً ذَمَمتُهُم وَلَكِن خَليلي لا أَذُمُّ اِبنَ صالِحِ شَقَقتُ لَهُ صَدري مِنَ السِرِّ إِنَّهُ

ذُعِرتُ بِقُمرِيٍّ أَغَنَّ يَنوحُ عَشِيَّةَ رُحنا وَالدُموعُ سُفوحُ تَفَجَّعَ نَحوي صَوتُهُ فَنَصَرتُهُ

وَآثارِ وَصلٍ في هَواكِ حَفِظتُها تَحِيّاتِ رَيحانٍ وَعَضّاتِ تُفّاحِ وَكُتبٍ لِطافٍ تُربُها المِسكُ أُدرِجَت

كَأَنَّ الثُرَيّا هَودَجٌ فَوقَ ناقَةٍ يَحُثُّ بِها حادٍ إِلى الغَربِ مُزعَجُ وَقَد لَمَعَت حَتّى كَأَنَّ بَريقَها

رَفَعتُ يَدي أَستَوهِبُ اللَهَ صِحَّةً لِخَيرِ إِمامٍ سالِكٍ في التُقى نَهجا فَقُلتُ وَقَد طالَت مِنَ الهَمِّ لَيلَتي

عَجوزٌ تَصابى وَهيَ بِكرٌ بِزَعمِها وَمُذ أَلفِ عامٍ قَد وَجى خَدَّها الواجي تَرى مَشيَها تَحتَ القِناعِ كَأَنَّهُ