بحر الطويل

أَيُبطِلُ إِحرامي كِتابٌ كَتَبتُهُ إِلى أَهلِ وُدّي أَم عَلَيَّ بِهِ دَمُ وَإِنّي لَأَلقى مُحرِماً مَن أُحِبُّهُ

يَسيرُ فَلا تَشييعَهُ أَستَطيعُهُ حِذاراً وَلا اِستِقبالَهَ حِينَ يَقَدمُ فَقَلبي إِذا ما سارَ حِلفُ صَبابَةٍ

جَمَعتُم بِفَوزٍ شَملَ مَن كانَ ذا هَوىً وَلَم تَجمَعوا بَيني وَبَينَ ظَلومِ فَإِن أَحيَ لا أَحمَد حَياتي وَإِن أَمُت

غَضِبتِ لِأَن جادَ الرُقادُ بِنَظرَةٍ لَنا مِنكِ في الأَحلامِ وَالناسُ نُوَّمُ وَلا ذَنبَ لي لَو كُنتُ أَعلَمُ لَم أَنَم

إِذا كانَ مَن يَهوى يُكاتِمُ حُبَّهُ لِهَيبَةِ مَن يَهواهُ ماتَ مِنَ الغَمِّ سَأُضمِرُ صَبري عَنكِ لا عَن تَجَلُّدِ

تُحَدِّثُ عَنّا في الوُجوهِ عُيونُنا وَنَحنُ سُكوتٌ وَالهَوى يَتَكَلَّمُ وَنَغضَبُ أَحياناً وَنَرضى بِطَرفِنا

بَدا مِن أَبي الفَضلِ الهَوى المُتَقادِمُ وَكُلُّ مَحِبٍّ داؤُهُ مُتَفاقِمُ بَكى الأَشقَرُ الشِهرِيُّ لَمّا بَدَت لَهُ

أَقولُ حِذاراً أَن يَتِمَّ صُدودُها إِذا ما بَدَت بِالظُلمِ إِنّي أَظلَمُ فَيا وَيحَ نَفسي إِن تَمادى الَّذي بِها

كَفى حَزَناً أَنّي أَرى مَن أُحِبُّهُ قَريباً وَلا أَشكو إِلَيهِ فيَعَلَمُ فَإِن بُحتُ نالَتني عُيونٌ كَثيرَةٌ

كِتابُ حَبيبٍ جاءَني بَعدَ جَفوَةٍ فَظَلَّت تَناجي مُقلَتَيَّ أَنامِلُه رَماني بِها طَرفي فَلَم يُخطِ مَقتَلي