بحر الطويل

سَرى طَيفُ فَوزٍ آخِرَ اللَيلِ بِالطَفِّ فَنَحّى الكَرى عَنّي وَأَغفَت وَلَم أُغفِ وَباتَ الهَوى لي حاسِراً عَن ذِراعِهِ

عَفا اللَهُ عَمَّن لَم يَزُرني مُوَدِّعاً فَقَد قَرِحَت مِنهُ لِذاكَ مَدامِعُه غَزالٌ رَعى نَبتَ العِراقِ وَطُرقُهُ

كَفى حَزَناً أَنّي أَغيبُ وَلَيسَ لي سَبيلٌ إِلى تَوديعِكُم فَأُوَدِّعُ أَلا لَيتَ شِعري عَن مَليكي أَصابِرٌ

سُكوتي بَلاءٌ لا أُطيقُ اِحتِمالَهُ وَقَلبي أَلوفٌ لِلهَوى غَيرُ نازِعِ فَأُقسِمُ ما تَركي عِتابَكِ عَن قِلىً

سَلامٌ عَلى الوَصلِ الَّذي كان بَينَنا تَداعَت بِهِ أَركانُهُ فَتَضَعضَعا تَمَنّى رِجالٌ ما أَحَبّوا وَإِنَّما

أَتَطمَعُ يا عَبّاسُ في غَيرِ مَطمَعِ بَعُدتَ دَعِ التَطلابَ مِن كَثَبٍ دَعِ أَلَم تَرَ داوُدَ النَبِيَّ هَوَت بِهِ

إِذا جاءَني مِنها الكِتابُ بِعَتبِها خَلَوتُ بِنَفسي حَيثُ كُنتُ مِنَ الأَرضِ وَأَبكي لِنَفسي رَحمَةً مِن عِتابِها

إِذا سَرَّها أَمرٌ وَفيهِ مَسَاءَتي قَضَيتُ لَها فيما تُحِبُّ عَلى نَفسي وَما مَرَّ يَومٌ أَرتَجي فيهِ راحَةً

وَما جِئتُ جَهلاً إِنَّني بِكِ عالِمٌ وَلَكِن لِأُبلي فيكِ عُذراً إِلى نَفسي رَأَيتُكِ لا تَجزينَ وُدّي بِمِثلِهِ

يَشُمُّ نَدامايَ الرَياحينَ بَينَهُم وَذِكرُكِ رَيحاني إِذا دارَتِ الكاسُ وَلو كانَ يَلقى الناسُ مِن لاعِجِ الهَوى