بحر الطويل

وَغَيرانُ مِن دونِ النِساءِ كَأَنَّهُ أُسامَةٌ وَالشِبلَينِ حينَ يَجوع

يُطَيِّبُ ريحُ الخَيزُرانَةِ بَينَهُم عَلى أَنَّها ريحُ الدِماءِ تَضوعُ

كَأَنَّ جُفوني كانَت العيسُ فَوقَها فَسارَت وَسالَت بَعدَهُنَّ المَدامِعُ

حَدا بَعضُهُم ذاتَ اليَمينِ وَبَعضُهُم شِمالاً وَقَلبي بَينَهُم مُتَوَزِّعُ فَوَاللَهِ ما أَدري بِلَيلٍ وَقَد مَضَت

وَلا يَلبَثُ الهِجرانُ أَن يَقطَعَ الهَوى إِذا لَم تُطالِع آلِفاً وَيُطالِعِ

وَلا بُدَّ مِن شَكوى إِلى ذي مُروءَةٍ يُواسيكَ أَو يُسليكَ أَو يَتَوَجَّعُ

وَأَبثَثتُ عَمراً بَعضَ ما في جَوانِحي وَجَرَّعتُهُ مِن مُرِّ ما أَتَجَرَّعُ وَلا بُدَّ مِن شَكوى إِلى ذي حَفيظَةٍ

لَعَمرُ أَبي زُوّارِها الصيدِ إِنَّهُم لَفي مَنظَرٍ مِنها وَحُسنِ سَماعِ تُصَلّي لَها آذانُنا وَعُيونُنا

عَلى واسِطٍ مِن رَبِّها أَلفُ لَعنَةٍ وَتِسعَةُ آلافٍ عَلى أَهلِ واسِطِ أَيُلتَمَسُ المُعروفُ مِن أَهلِ واسِطٍ

أَبا خالِدٍ ما زِلتَ سَبّاحَ غَمرَةٍ صَغيراً فَلَمّا شِبتَ خَيَّمتَ بِالشاطي وَكُنتَ جَواداً سابِقاً ثُمَّ لَم تَزَل