بحر الطويل

أقول لسارٍ في شمال وراقدٍ يُفتِّح فيه البرقُ أجفانَ سِاهِدِ تجَمَّع من شتى ولكن تأَلَّفت

بعزم يراه السَّيف أولى بغِمدِهِ إذا سلَّ لم يظفر به كفّ غامد وطالع سعد لو تحرَّى عطارد

بِعَينيَ ما يُخفِي الوزيرُ وما يُبدي فنورُهما من فضلِ نعمائه عندي سأجتهدُ أن أُفدي مواطئ نعلِه

وفارقت حتى ما أُسَرُّ بمن دنا مخافةَ نأيٍ أو حذارَ صدوُدِ وقد جَعَلت نفسي تقولُ لمقلَتي

فتىً يَستَمدُّ البدرُ من فضلِ نورِه ويُقسمُ أن يَرنُو إليه كواكبُهُ فَحامت على هامِ العِداةِ سيوفُه

بك الدهر يَندَى ظلُّه وَيَطيبُ ويُقلعُ عما ساءنا وَيَتُوبُ ونَحمَدُ آثارَ الزمان وَرُبَّما

وما بَالُ هذا الدهرِ يَطوي جَوَانحي على نفسِ محزونٍ وقلب كئيبِ تُقسمُني الأيامُ قسمةَ جائر

إذا انحازَ عنك الغوثُ واحتفلَ العدا عليك فَصَرِّح باسمِهِ الفرد واغلبِ فلو طُبعت بيضُ السيوفِ على اسمه

أحبُّ اسمه من أجله وسَميَّهُ وَيَتبعُهُ في كلِّ أَخلاقه قَلبي ويَجتازُ بالقوم العِدا فَأُحبُّهُم

لَقيتُ أبا يحيى عشيَّةَ جِئتُه كَرِيمَ الُمحيَّا ظَاهرَ البشرِ واقلب كريمٌ كَنَصلِ السَّيفِ يهتزُّ للنَّدى