بحر الطويل

ولما تداعَت للغروب شُمُوسُهُم وَقُمنَا لتَوديعِ الفريقِ الُمغَربِ تلقَّينَ أطرافَ السُّجُوفِ بمشرقٍ

أعلى المطالبِ أدناها إلى العَطَب وأمجدُ السُّبل أقصاها عن الأدبِ ولا أرى في الورى شيئين بينهما

ألم تَرَ أنواءَ الربيع كأنما نَشَرنَ على الآفا وَشيَاً مُذهّبا فمن شجرٍ أظهرنَ فيه طَلاقَةً

وما الشِّعْرُ إلَّا ما استَفَزَّ مُـمَدَّحًا وأطربَ مُشتاقًا وأرضَى مُغاضِبا أطاعَ فلم توجَدْ قَوافيهِ نُفَّرًا

إذا استشرفت عيناك جانب تَلعةٍ جَلَت لك أُخرى من رُبَاها جوانبا يُضَاحِكُنا نَوَّارها فكأنَّما

وإنّي على عُدْمي لَصَاحِبُ هِمّةٍ لها مَذهبٌ بين المجَّرةِ والنَّسْرِ

ولاَئمةٍ لاقَتْكَ يا فَيْضُ في الندَّى فَقُلْت لها لَن يَقْدحَ الّلوْمُ في البحرِ أرادَتْ لِتثنْيِ الفَيّضَ عن عادة النّدى

إلى ملكٍ يجلو بثاقب رأيهِ صدا الخطب والصادي برؤيته يروى فكم من أخى فقرٍ نفى باسمه الطوى

أراك على العِلاّت غيرَ موفّقٍ وما أحسنَ التوفيق حيث تكونُ تريدُ تلافي الأمر من بعد فوتهِ

وصحراءَ رَدَّتها الظِّباءُ حفائراً بأظلافها أَحسِن بها من حفائرِ فَهَبَّت رياحٌ للصيّا فطممنها