بحر الطويل

إِذا مُتُّ لَم أَحفِل بِما اللَهُ صانِعٌ إِلى الأَرضِ مِن جَدبٍ وَسَقيِ غُيوثِ وَما تَشعُرُ الغَبراءُ ماذا تُجِنُّهُ

رَأَيتُ سَحاباً خِلتُهُ مُتَدَفِّقاً فَأَنجَمَ لَم يُمطِر وَإِن حَسُنَ الخَرجُ وَكَم فاتَكَ الشَيءُ الَّذي كُنتَ راجِياً

لَقَد جاءَنا هَذا الشِتاءُ وَتَحتَهُ فَقيرٌ مُعَرّى أَو أَميرٌ مُدَوَّجُ وَقَد يُرزَقُ المَجدودُ أَقواتَ أُمَّةٍ

جَماجِمُ أَمثالُ الكُراتِ هَفَت بِها سُيوفٌ ثَناها الضَربُ وَهيَ صَوالِجُ وَقَد يُغلِقُ الإِنسانُ مِن دونِ شَخصِهِ

إِذا دَرَجَت في العالَمينَ قَبيلَةٌ فَخَيرٌ لَها مِن أَن تَئِثَّ خُروجُها فَما أَمِنَت نِسوانُ قَوم أَعِزَّةٍ

تَيَمَّمَ فَجّاً واحِداً كُلُّ راكِبِ وَلا بُدَّ أَنّي سالِكٌ ذَلِكَ الفَجّا وَسَيّانِ أُمٌ بَرَّةٌ وَحَمامَةٌ

لَعَمرُكَ ما أَنجاكَ طِرفُكَ في الوَغى مِنَ المَوتِ لَكِنَّ القَضاءَ الَّذي يُنَجّي فَلا تَكُ زيراً لِلنِساءِ وَإِن تَمِل

سَرَت بِقَوامٍ يَسرِقُ اللُبَّ ناعِمٍ إِلى مُدلَجٍ تَلقى البُرى أُختُ مُدلَجِ وَقَد حارَ هادي الرَكبِ وَاللَيلُ ضارِبٌ

خُذوا في سَبيلِ العَقلِ تُهدَوا بِهَديِهِ وَلا يَرجونَ غَيرَ المُهَيمِنِ راجِ وَلا تُطفِئوا نورَ المَليكِ فَإِنَّهُ

يقولُ لَكَ إِنعَم مُصبِحاً مُتَوَدِّدٌ إِلَيكَ وَخَيرٌ مِنهُ أَغَلبُ أَصبَحُ رَجَوتَ بِقُربٍ مِن خَليلِكَ مَرحَباً