بحر الطويل

رَأَيتُ بِجِنحٍ في الزَمانِ حُلوكا وَلِلشَمسِ فيها مَشرِقاً وَدُلوكا خَطَبتَ إِلا الدُنيا بِجَهلِكَ نَفسَها

أَيا مَفرِقي هَلّا اِبيَضَضتَ عَلى المَدى فَما سَرَّني أَن بِتَّ أَسوَدَ حالِكا قَبيحٌ بِفَودِ الشَيخِ تَشبيهُ لَونِهِ

إِذا قالَ فيكَ الناسُ ما لا تُحِبُّهُ فَصَبراً يَفِئ وُدَّ العَدوِّ إِلَيكا وَقَد نَطَقوا مَيناً عَلى اللَهِ وَاِفتَروا

أَرى كُلَّ خَيرٍ في الزَمانِ مُفارِقاً فَلا تَأسَفَنّ فيها لِقِلَّةِ خَيرِكا وَدُنياكَ سارَت بِالأَنامِ مُغِذَّةً

كَأَنَّ عُقولَ القَومِ وَاللَهُ شاهِدٌ جُمِعنَ لَهُم مِن نافِراتٍ أَوارِكِ يَميلونَ لِلدُنِّيا عَلى سَطواتِها

وَجَدتُكُمُ لَم تَعرِفوا سُبُلَ الهِدى فَلا تُوَضِّحوا لِلقَومِ سُبلَ المَهالِك أَخَيرٌ عَلى مَجرى قَديمٍ كَلَهذَم

جَرى الناسُ مَجرىً واحِداً في طِباعِهِم فَلَم يُرزَق أُنثى وَلا فَحلُ أَرى الأَريَ تَغشاهُ الخُطوبُ فَيَنثَني

وَرَدتُ إِلى دارِ المَصائِبِ مُجبَراً وَأَصبَحتُ فيها لَيسَ يُعجِبُني النَقلُ أُعاني شُروراً لا قِوامَ بِمِثلِها

أَمَيِّتَةٌ شُهبُ الدُجى أَم مُحِسَّةٌ وَلا عَقلَ أَم في آلِها الحِسُّ وَالعَقلُ وَدانَ أُناسٌ بِالجَزاءِ وَكَونِهِ

يَقولونَ إِنَّ الجِسمَ يَنقُلُ روحَهُ إِلى غَيرِهِ حَتّى يُهَذِّبَها النَقلُ فَلا تَقبَلَن ما يُخبِرونَكَ ضِلَّةً