بحر الطويل

وَناهِدَةِ الثَديَينِ مِن خَدَمِ القَصرِ سَبَتني بِحُسنِ الجيدِ وَالوَجهِ وَالنَحرِ غُلامِيَّةٌ في زِيِّها بِرمَكِيَّةٌ

وَلَيلٍ لَنا قَد جازَ في طولِهِ القَدرا كَشَفنا لَهُ عَن وَجهِ قَينَتِنا الخِدرا فَوَلّى بِرُعبٍ قَبلَ وَقتِ انتِصافِهِ

أَساقِيَتي كَأساً أَمَرَّ مِنَ الصَبرِ وَمُحوِجَتي مِن صَفوِ عَيشٍ إِلى كَدَر وَكُنتُ عَزيزاً قَبلَ أَن أَعرِفَ الهَوى

كَأَنَّ صَفاءَ الدَمعِ في ساحِ خَدِّهِ حَكى الدُرَّ مَنثوراً عَلى وَرَقٍ نَضرِ فَيا نورَ عَيني لَو كَفَفتَ مِنَ البُكا

تَأَمَّلتُ حَمداناً فَقُلتُ لِصاحِبي لَقَد كانَ مِن شَرطي زَماناً مِنَ الدَهرِ فَإِن تَكُ قَد سالَت بِخَدَّيهِ لِحيَةٌ

قامَ الأَمينُ بِأَمرِ اللَهِ في البَشَرِ وَاِستَقبَلَ المُلكَ في مُستَقبَلِ الثَمَرِ فَالطَيرُ تُخبِرُنا وَالطَيرُ صادِقَةٌ

تَتيهُ بِكَ الدُنيا وَتَزهو المَنابِرُ وَتُشرِقُ نوراً حينَ تَبدو المَقاصِرُ أَلا يا أَمينَ اللَهِ وَالمَلِكَ الَّذي

أَتَحسَبُني باكَرتُ بَعدَكَ لَذَّةً أَبا الفَضلِ أَو رَفَّعتُ عَن عاتِقٍ خِدرا أَوِ انتَفَعَت عَيني بِغابِرِ نَظرَةٍ

نُعَزّي أَميرَ المُؤمِنينَ مُحَمَّداً عَلى خَيرِ مَيتٍ غَيَّبَتهُ المَقابِرُ وَإِنَّ أَميرَ المُؤمِنينَ مُحَمَّداً

تَذَكَّر أَميرَ اللَهِ وَالعَهدُ يُذكَرُ مَقامي وَإِنشاديكَ وَالناسُ حُضَّرُ وَنَثري عَلَيكَ الدُرَّ يا دُرَّ هاشِمٍ