بحر الطويل

وَمُستَعبِدٍ إِخوانَهُ بِثَرائِهِ لَبِستُ لَهُ كِبراً أَبَرَّ عَلى الكِبرِ إِذا ضَمَّني يَوماً وَإِيّاهُ مَحفِلٌ

أَراني مَعَ الأَحياءِ حَيّاً وَأَكثَري عَلى الدَهرِ مَيتٌ قَد تَخَرَّمَهُ الدَهرُ فَما لَم يَمُت مِنّي بِما ماتَ ناهِضٌ

إِذا ما افتَرَقنا فَادرِ أَن لَستَ مِن ذِكري وَلا تَكُ في شَكٍّ كَأَنَّكَ لا تَدري وَخُتَّ عَلى عَمدٍ بِعِلمِكَ وَانسَني

كَيفَ النُزوعُ عَنِ الصِبا وَالكاسِ قِس ذا لَنا يا عاذِلي بِقِياسِ وَإِذا عَدَدتُ سِنِيَّ كَم هِيَ لَم أَجِد

أَلا لا تَلُمني في العُقارِ جَليسي وَلا تَلحَني في شُربِها بِعُبوسِ لَقَد بَسَطَ الرَحمَنُ مِنّي مَوَدَّةً

لَمّا غَدا الثَعلَبُ مِن وِجارِهِ يَلتَمِسُ الكَسبَ عَلى صِغارِهِ جَذلانَ قَد هَيَّجَ مِن دُوّارِهِ

وَقَهوَةٍ عُتِّقَت في دَيرِ شَمّاسِ تَفتَرُّ في كَأسِها عَن ضَوءِ مِقباسِ لَولا مُداراةُ حاسيها إِذا اِقتَرَبَت

فِداؤُكَ نَفسي قَد طَرِبتُ إِلى الكَأسِ وَتُقتُ إِلى شَمِّ البَنَفسَجِ وَالآسِ فَهَل لَكَ في أَن نَجعَلَ اليَومَ نُسكَنا

أَلا لَيتَ شِعري هَكَذا أَنتَ لِلناسِ فَأَقدِعَ عَنكَ القَلبَ يا صاحِ بِالياسِ فَقَد كُنتَ دَهراً لا تَروقُ لِمُعجَبٍ

غَزالٌ بِهِ فَترٌ وَفيهِ تَأَنُّثٌ وَأَحسَنُ مَخلوقٍ وَأَجمَلُ مَن مَشى أَقولُ لَهُ يَوماً وَقَد شَفَّني الهَوى