بحر الطويل

لَنِعمَ التُقى تَقوى فَتاً ضامِرِ الحَشا خَميصٍ مِنَ الدُنيا تَقِيِّ المَسالِكِ فَتىً مَلَكَ اللَذاتِ أَن يَعتَبِدنَهُ

إِلى اللَهِ فَارغَب لا إِلى ذا وَلا ذاكَ فَإِنَّكَ عَبدُ اللَهِ وَاللَهُ مَولاكا وَإِن شِئتَ أَن تَحيا سَليماً مِنَ الأَذى

تَنَكَّبتُ جَهلي فَاستَراحَ ذَوُو عَذلي وَأَهمَدتُ غِبَّ العَذلِ حينَ انقَضى جَهلي وَأَصبَحَ لي في المَوتِ شُغلٌ عَنِ الصِبا

أَلا طالَما خانَ الزَمانُ وَبَدَّلا وَقَسَّرَ آمالَ الأَنامِ وَطَوَّلا أَرى الناسَ في الدُنيا مُعافاً وَمُبتَلى

غَفَلتُ وَلَيسَ المَوتُ عَنّي بِغافِلِ وَإِنّي أَراهُ بي لَأَوَّلَ نازِلِ نَظَرتُ إِلى الدُنيا بِعَينٍ مَريضَةٍ

رَجَعتُ إِلى نَفسي بِفِكري لَعَلَّها تُفارِقُ ما قَد غَرَّها وَأَذَلَّها فَقُلتُ لَها يا نَفسِ ما كُنتُ آخِذاً

أَلا إِنَّ أَبقى الذُخرِ خَيرٌ تُنيلُهُ وَشَرَّ كَلامِ القائِلينَ فُضولُهُ عَلَيكَ بِما يَعنيكَ مِن كُلِّ ما تَرى

سَلِ القَصرَ أَودى أَهلُهُ أَينَ أَهلُهُ أَكُلُّهُمُ عَنهُ تَبَدَّدَ شَملُهُ أَكُلُّهُمُ حالَت بِهِ الحالُ وَانقَضَت

أَيا رَبِّ يا ذا العَرشِ أَنتَ رَحيمُ وَأَنتَ بِما تُخفي الصُدورُ عَليمُ فَيا رَبِّ هَب لي مِنكَ حِلماً فَإِنَّني

أَلا إِنَّما التَقوى هُوَ العِزُّ وَالكَرَم وَحُبُّكَ لِلدُنيا هُوَ الذُلُّ وَالعَدَم وَلَيسَ عَلى عَبدٍ تَقِيٍّ نَقيصَةٌ