بحر الطويل

فَإنْ تَكُ جَارَيْتَ الظِّلالَ فَرُبَّما سُبِقْتَ ويَوْمُ القِرْنِ عُرْيان أَسْنَعُ وَخَلَّيْتَ إِخْوانَ الصَّفاءِ كَأَنهَّمْ

إذا قلّ مالي ازدَدْتُ في هِمَّتي غِنىً عن الناس والغاني بما نال َ قانعُ وفي اليأسِ عن أموالهَمْ لكَ راحةٌ

أَمِن مَنزِلٍ عافٍ وَمِن رَسمِ أَطلالِ بَكيتَ وَهَل يَبكي مِنَ الشَوقِ أَمثالي دِيارُهُمُ إِذ هُم جَميعٌ فَأَصبَحَت

تَعَفَّت رُسومٌ مِن سُلَيمى دَكادِكا خَلاءً تُعَفّيها الرِياحُ سَواهِكا تَبَدَّلنَ بَعدي مِن سُلَيمى وَأَهلِها

وَخَيَّرَني ذو البُؤسِ في يَومِ بُؤسِهِ خِصالاً أَرى في كُلِّها المَوتَ قَد بَرَق كَما خُيِّرَت عادٌ مِنَ الدَهرِ مَرَّةً

تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ سَلَكنَ غُمَيراً دونَهُنَّ غُموضُ وَفَوقَ الجِمالِ الناعِجاتِ كَواعِبٌ

سَقَينا اِمرَأَ القَيسِ اِبنَ حُجرِ اِبنِ حارِثٍ كُؤوسَ الشَجا حَتّى تَعَوَّدَ بِالقَهرِ وَأَلهاهُ شُربٌ ناعِمٌ وَقُراقِرٌ

وَهَل رامَ عَن عَهدي وَدَيكٌ مَكانَهُ إِلى حَيثُ يُفضي سَيلُ ذاتِ المَساجِدِ فَنيتُ وَأَفناني الزَمانُ وَأَصبَحَت

لِمَن دِمنَةٌ أَقوَت بِحَرَّةِ ضَرغَدِ تَلوحُ كَعُنوانِ الكِتابِ المُجَدَّدِ لِسَعدَةَ إِذ كانَت تُثيبُ بِوُدِّها

عمرتُ وأَطولتُ التَّفَكُّرَ خالياً وَساءَلت حَتّى كادَ عُمري يَنفَدُ فَأَضحَت أُمورُ النّاسِ يَغشين عالماً