بحر الطويل

أمِنْ ذِكرِ سلمَى أنْ نأتْكَ تَنوصُ فَتَقْصُرُ عنها خُطوةًَ وتَبُوصُ وكم دونَها مِن مَهْمَهٍ ومَفَازةٍ

لا نَطرُقُ الجاراتِ مِن بَعدِ هَجعَةٍ مِنَ اللَيلِ إِلّا بِالهَدِيَّةِ تُحمَلُ وَلا يُلطَمُ اِبنُ العَمِّ وَسطَ بُيوتِنا

أَتاني مِنَ الدَيّانِ أَمسِ رِسالَةٌ وَغَدراً بِحَيٍّ ما يَقولُ مُواسِلُ هُما سَأَلاني ما فَعَلتُ وَإِنَّني

إِذا كُنتَ ذا مالٍ كَثيرٍ مُوَجَّها تُدَقُّ لَكَ الأَفحاءُ في كُلِّ مَنزِلِ فَإِنَّ نَزيعَ الجَفرِ يُذهِبُ عَيمَتي

أَتَعرِفُ أَطلالاً وَنُؤياً مُهَدَّما كَخَطِّكَ في رَقٍّ كِتاباً مُنَمنَما أَذاعَت بِهِ الأَرواحُ بَعدَ أَنيسِها

وَفِتيانِ صِدقٍ لا ضَغائِنَ بَينَهُم إِذا أَرمَلوا لَم يولَعوا بِالتَلاوُمِ سَرَيتُ بِهِم حَتّى تَكِلَّ مَطِيُّهُم

كَذَلِكَ فَصدي إِن سَأَلتُ مَطِيَّتي دَمَ الجَوفِ إِذ كُلُّ الفِصادِ وَخيمُ

أَما وَالَّذي لا يَعلَمُ الغَيبَ غَيرُهُ وَيُحيّ العِظامَ البيضَ وَهيَ رَميمُ لَقَد كُنتُ أَطوي البَطنَ وَالزادُ يُشتَهى

جَزَعتُ وَلَم أَجزَع مِنَ البَينِ مَجزَعا وَعَزَّيتُ قَلباً بِالكَواعِبِ مولَعا وَأَصبَحتُ وَدَّعتُ الصِبا غَيرَ أَنَّني

أَلِمّا عَلى الرَبعِ القَديمِ بِعَسعَسا كَأَنّي أُنادي أَو أُكَلِّمُ أَخرَسا فَلَو أَنَّ أَهلَ الدارِ فيها كَعَهدِنا