بحر الطويل

أَمُنتذرٌ قَتلي إنِ العينُ آنَست سَنا بارقٍ بِالغورِ تهامِ فَلا زالَ مُنهلٌّ مِنَ الغيثَ رائحٌ

وَإِنّ ولوجَ البيت حلٌّ لجحوشٍ إِذا جاءَ والمتسأذنون نيامُ فَأهلُ الحجازِ مَعشرٌ قَد كرهتهم

وَإِنّ لَنا بالشامِ لو نستطيعهُ خَليلاً لَنا يا تيّحانَ مُصافيا نَعدّ لَه الأيّام مِن حبّ ذِكرهِ

تُدِرُّ وَتَستَعوي لَنا كُلَّ كاشِحٍ وَمِن قَبلِها كُنّا نُسَمّيكَ عاصِما بِحَمدِ إِلَهي أَنَّني لَم أَكُن لَهُم

ذَكرتُ اِبنَةَ السَعدِيِّ ذِكرى وَدونَها رَحا جابِرٍ وَاِحتَلَّ أَهلي الأَداهِما فَحَزمُ قُطَيّاتِ إِذِ البالُ صالحٌ

أَقِم يا اِبنَ مَسعودٍ قَناةً صَليبَةً كَما كانَ سُفيانُ بنُ عَوفٍ يُقيمُها

وآليْتُ لا أعطيكَ قسْراً ظُلامةً ولا طائِعاً ما قدَّمَتْ رجْلَها قَدَمْ ولا الدهرَ حتى تمسحَ النجمَ قاعدا

فِدىً لَكُما رِجلَيَّ أُمِّي وَخالَتِي غَداةَ الكُلابِ إِذْ تُحَزُّ الدَّوابِرُ نَجَوتُ نَجاءً لَم يَرَ النَّاسُ مِثلَهُ

جَزى اللَهُ أَفناءَ العَشيرَةِ كُلِّها بِدارَةِ مَوضوعٍ عُقوقاً وَمَأثَما بَني عَمِّنا الأَدنَينَ مِنهُم وَرَهطَنا

فَتىً كَمُلَت أَخلاقُهُ غَيرَ أَنَّهُ جَوادٌ فَما يُبقي مِنَ المالِ باقِيا فَتىً كانَ فيهِ ما يَسِرُّ صَديقَهُ