بحر الطويل

وَنَجّاكَ ياِبنَ العامِرِيَّةِ سابِحٌ شَديدُ النَسا وَالقُصرَتَينِ نُجيبُ إِذا قُلت قَد أَدرَكتُ فَاِبسُط عَنانَهُ

أُقاتِلُ حَتّى لا أَرى لي مُقاتِلاً وَأَنجو إِذا لَم يَنجُ إِلّا المُكَيَّسُ وَلَستُ بِذي كُهرورَةٍ غَيرَ أَنَّني

لَعوبُ بِأَلبابِ الرِجالِ كَأَنَّها إِذا أَسفَرَت بَدرٌ بَدا في المَحاشِدِ شَكَت سَقَماً كَيما تُعادُ وَما بِها

إِذا كانَ دَمعي شاهِدي كَيفَ أَجحَدُ وَنارُ اِشتِياقي في الحَشا تَتَوَقَّدُ وَهَيهاتَ يَخفى ما أُكِنُّ مِنَ الهَوى

إِذا كانَ أَمرُ اللَهِ أَمراً يُقَدَّرُ فَكَيفَ يَفِرُّ المَرءُ مِنهُ وَيَحذَرُ وَمَن ذا يَرُدُّ المَوتَ أَو يَدفَعُ القَضا

إِذا نَحنُ حالَفنا شِفارَ البَواتِرِ وَسُمرَ القَنا فَوقَ الجِيادِ الضَوامِرِ عَلى حَربِ قَومٍ كانَ فينا كِفايَةً

دَهَتني صُروفُ الدَهرِ وَاِنتَشَبَ الغَدرُ وَمَن ذا الَّذي في الناسِ يَصفو لَهُ الدَهرُ وَكَم طَرَقَتني نَكبَةٌ بَعدَ نَكبَةٍ

وإني لَشهمٌ حينَ تُبغَى شهيمتي وصَعبٌ قيادي لم تَرُصني المقاذِعُ

أجَدَّ الشبابُ قد مَضى فَتَسرَّعا وبانَ كَما بانَ الخليطُ فوَدَّعا وما كان مذموماً لدينا ثناؤه

إِذا اِشتَغَلَت أَهلُ البَطالَةِ في الكاسِ أَوِ اِغتَبَقوها بَينَ قَسٍّ وَشَمّاسِ جَعَلتُ مَنامي تَحتَ ظِلِّ عَجاجَةٍ