بحر الطويل

تَأَمَّل مَليّاً وَاِسبِلِ الدَمعَ بِالخَدِّ فَما أَنتَ في دارِ المُقامِ وَلا الخُلدِ بَلى أَنتَ في دارٍ سِهامُ خُطوبَها

عُتوُّكِ قَد أَفنى اِصطِباري يا عَتو فَها أَنا بَعدَ النُسكِ وا لَهَفيَ عُدتُ تَتِيهُ كَأَن لضم تَبرَحَن من مَكانَةٍ

حَرامٌ عَلى جَفني المَنامُ وَأن يُرى غَرامي يَحولُ عَن هَوى لُعسَةِ الثَغرِ تُمازِجُ كأسي مِن دُموعٍ كَخَدِّها

حَنانَيكِ رِفقاً يا نَحيفُ بِخافِقِ لأني حَليفٌ لِلقُدودِ الرَواشِقِ نِبالٌ رَمَتني مِن حَواجِبِ قَوسِها

مُصابٌ أَطارَ النَومَ عَن ساحَة الجَفنِ فَجادَ بِما يُغني عَلى صَيِّبِ المُزنِ أَفاقَ بِهِ مَن كانَ مِن قَبلُ غافِلاً

تَرَحَّم فَهَذا القَبرُ قَد ضَمَّ أَحمَداً حَليف العُلى وَالمَجدِ وَالبأسِ وَالنَدى أَميرُ الفُرسانِ مَن طارَ صيتُهُ

وَقيتَ العَنا يا حادى الرَكبِ بالعيسِ تَحَمَّل تَحيّاتِ إِلى دارِ دَنّيس وَحَيِّ نَدامايَ الذينَ أَلِفتُهُم

تَأَمَّل فَما إِلّا إِلى الخالِقِ البَقا وَلَو بَلَغَ المَخلوقُ أَبعَدَ مُرتَقى يَبيتُ بِها فَوقَ الأَرائِك آمِناً

هوَ السَلسَبيل العَذبُ مَهما سَطا الحرّ كَسَلسالِ ثَغرٍ عَن لآليهِ يَفتَر هوَ الأَوحَدُ الباشا المُنَعَّمُ أَحمَدٌ

سَرَت كَذُكاءٍ عِندَ مُنبَلِجِ الصبح وَإِلّا كَبَدرِ التَمّ أَشرَقَ في جُنحِ وَحَيَّت فَأَحيَت مَيِّتَ الصَدِّ وَالجَفا