بحر الطويل

بِمثلك هزّ الملكُ أَعطافَه عجبا وَتاهَت بِه الخضرا وباهَت بِه الشهبا وَأَقبَل يُزهى باِحتفالك نَحوهُ

حِلمُهُ وازِنٌ بَناتِ شِمامِ وابنَ عروانَ مُكفَهَرَّ الجَبينِ

وَزائرةٍ في فروةٍ كبديّةٍ إِذا ما نَضتها خلتَها مُلِئت تِبرا كَساها مسيسُ النارِ خالاً معنبراً

إِذا صَغُرَتْ نفسُ الفتى كانَ شوقُهُ صغيراً فلم يتعبْ ولم يتجشَّمِ ومَنْ كانَ جبَّارَ المطامِعِ لم يَزَلْ

تُسائلني مَا لي سَكَتُّ ولم أُهِبْ بقومي وديجورُ المصائبِ مُظْلِمُ وسَيْلُ الرَّزايا جارفٌ متدفّعٌ

يقولونَ صَوْتُ المُسْتَذِلِّين خافِتٌ وسَمْعُ طُغاةِ الأَرضِ أَطْرَشُ أَصْخَمُ وفي صيحَةِ الشَّعْبِ المُسَخَّر زَعْزَعٌ

لِماذا غُرورُ المَرءِ في أَملِ النّفسِ دَوامُ البَقا والمرءُ أقرب للرمسِ وَماذا اِلتِفاتُ النّفسِ وَهيَ خَبيرةٌ

يَوَدُّ الفتى لوْ خاضَ عاصِفَةَ الرَّدَى وصَدَّ الخميسَ المَجْرَ والأَسَدَ الوَرْدا ليُدْرِكَ أَمجادَ الحُروبِ ولوْ دَرَى

ضحِكْنا على الماضي البعيدِ وفي غدٍ ستجعَلُنا الأَيَّامُ أُضْحُوكَةَ الآتي وتلكَ هيَ الدُّنيا رِوايةُ ساحرٍ

لها خفرٌ في كلِّ وَقتٍ خَفيرُها وكيفَ ومِن أسَدِ العرين يُجيرها وَمَألوفُها جودٌ وَلَو فيه ضَرُّها