بحر الطويل

أُسائِلُ عَنْ أَنْسابِ قَوْمٍ عَرَفْتُهُمْ فَقِيلَ هُمُ أَحْفادُ مَنْ كُنْتُ أَعْرِفُ

لِيَهْنِكُمُ دارُ الْمَسَرَّةِ إنّها أَجَلُّ بِناءٍ شَيَّدَتْهُ الْخَلائِفُ وَيَهْنِكُمُ بُسْتانُها فَهُوَ جَنَّةٌ

لَعَمْرُكَ ما جانَبْتُ في الحَقِّ لي رَهْطا ولا جِئْتُ من قَوْمي لَجاجاً ولالَغْطا ولا عَطَفَتْ عِطْفي وَقائِدُ حاسِدٍ

طَلَعْتَ عَلَيْنا طَلْعَةَ الشَّمْسِ ضَحْوَةً فنُورُكَ منْ نُورِ النُّبُوَّةِ فيّاضُ جَلالٌ وإجْمالٌ وحُسْنُ خَلاِقٍ

أَرَى عُمْرَ هذا الشَّخْصِ في الأَصْلِ قَدْرُهُ ثَلاثُ مِئينٍ غَيْرَ سِتِّين فارْفُضا وكُنْ فَطِناً تَظْفَرْ بما رُمْتَ حَلَّهُ

مُحِبٌّ جَفاني مَرَّةً ثُم زارَني ومِنْ بَعْدِهِ قَدْ أَبْدَلَ السُّخْطَ بالرِّضا وقالَ أنِلْني منْ عَطاياكَ منْحَةً

هَبِ النَّاسَ قَالُوا باتّفاقٍ بأنّني فَرِيدُ أَوانِي في جَميعِ الْمَعارِفِ فَما النَّفْعُ في هَذا وما ضَرَّ قَوْلُهُمْ

وكَيْفَ يُرْجِّي الفَتْحَ والْمَنْحَ بَعْدَما تَلَوَّثَ بالدُّنيا إلى قِمّةِ الرّاسِ ولا شَكّ أَنّ اللهَ للذّنْبِ غافِرٌ

أَلاَ بلِّغا عَنّي العِمادَ بأَنّها جَرَتْ بانْتِصارِ الحَقّ فيناَ المقادِرُ وضَاقَتْ عَلَى دَاعِي الضَّلالِ مَوارِدُ

أَتَتْنا مَعَ الرُّكْبانِ أَخْبارُ فاضِلٍ لَهُ في فُنُونِ العِلْم حَظٌّ مُوَفَّرُ فَلِلَّهِ شرْوانٌ لَقَدْ أَخْرَجَتْ لَنا