بحر الطويل

تَأَمَّلْ وفَكِّرْ في المقَالاتِ وانْصِتِ وعُدْ عَنْ ضَلالاَتِ التَّعَصُّبِ والْفِتِ

تَهَدّمَ مِنْ رَبْعِ الْمَعارِفِ جانِبُهْ وأَصْبَحَ في شُغْلٍ عَنْ العِلْمِ طالِبُهْ وأُكسِفَ بَدْرُ التَّمِّ بَعْدَ طلُوعِهِ

سَلامٌ عَلَيْكُمْ مِنْ مَدينَةِ جِبْلَةٍ وإنْ طالَ شَوْطُ البُعْدِ عَنْ سُوحِ صَنْعاءِ تَحِيَةَ مُشْتاقٍ إليكُمْ بَعَثْتُها

أَنا الْمُذْنِبُ الجاني عَلَى حالَةٍ ولكِنَّني أَرْجو قَبُولَ دُعائي فَبَابُ الرَّجا ما ضَاقَ عَنِّي وإنْ يَضِقْ

شَرَى البَرْقُ عِندَ الفَجْرِ فاسْتَمْطَرَ الدَّمْعا وهَيَّجَ مَجْرُوحَ الفُؤادِ إلى صَنْعا فهاجَتْ صَباباتي وكُنَّ سَواكِنًا

أَتَيْتُ إلى (البَحرينِ) أَسعى لِحُبِّها أَزُّفُّ إليها مُهْجَتي وبَيانِيا لِمَمْلَكةِ البَحرينِ شَعْبًا ودَولةً

جُيوشُ الهوى والحُزْنِ تَقتادُ أَدْمُعي وشَوقي وتَذْكاري وآيات مَرْبَعي وما لِي وما لِلبَانِ، قد بانَ عَهْدُهُ

أما وَالهوى لَولا العيونُ السواحِرُ لما سهرت منّا العيون السواهرُ وَلا رُشِقت منا القلوب باسهمٍ

لحاظك لي للعين مزوّرة الطَّرفِ دليل على تكدير صفوك للإلف ولم أك ذا نذب اليك وإنما

يَظُنُّونَ أنَّ الحُبَّ حَرَّمَهُ الشَّرْعُ وليسَ بهِ إلَّا العُقُوبةُ والمَنْعُ وأَوْهَمَنا قَومٌ مَحا اللهُ جَهْلَهُمْ