بحر الطويل

نصيبك من يُتمٍ أخذت ومن ثكلِ ومثلك من يُرثى ويَرثي له مثلي كلانا من الدنيا رهين بموعد

مصاب الحمى والشعب فيك أم الحربُ يعاني الحمى فيها الشدائدَ والشعبُ وما الرعب من نار العدى وحديدهم

أأنت مجيبي إن دعوتك باكيا وهل لدموعي أن ترد العواديا مرضت ولم تشغل طبيباً وعُوَّداً

دعينا نعاني المضنيات دعينا فقد ذهبت أحبابنا وبقينا تولت بهم سفن النوى مدلهمةً

يقولون مات الشاعران ولم تَنُحْ وقد ناح أهل المشرقين عليهما ولم يدعني الجمعان في موعديهما

أعزّي وزير الأمتين وأشتكي إليه من الأقدار موت أبيهِ مضى خاتم الجيل الممهد سبله

ذكرتك إبراهيم والثغر عابسٌ وخطب الضحايا بين سمعي وناظري ذكرتك في اسكندرية والأسى

بعثت بكتب الطفل منك هدية فعاودني عهد الصبا وأنا الكهلُ صحائف للطفل الصغير وضعتها

تجاهلني الوادي الخصيب وأهله وفي كل فج منه مأثرةٌ مني وعذري إليه في سكوتيَ علتي

لِعَلياك مَدحي بِالفَضائل واجبُ وَلِلغَير في كُل المَحافل وَاجبُ فَإِنَّك سُلطان رَؤوفٌ مؤيدٌ