بحر الطويل

رأيتُ حياة المرء ما بين ساعةٍ تطيبُ وأخرى لا تفيق من الهمّ فيا رب إما رمتَ لي العز منعماً

لقد لامني لما بخلت بخاطري عليه ولم آمن ضلالته فيه فقال أتخشى أن يذيع لغفلتي

وفاءً بعهدي أو تزولا على وعدي وقفت أحيّى معشري وبني ودّي وقفت أحيي عصبةً عربيةً

وجنّ عليّ الليلُ حتى حسبتهُ جفاء كريم أو رجاء لئيم

وفدتُ على بغدادَ والقلب موجعٌ فهل فرّجت كربى وهل أبرأت دائي تركت الخطوب السود في مصر فانبرت

خليليّ كفا من ملامكما عنى فإني أرى الأخطار قد بلغت مني تريدان منى صبوةً عامرية

يقولون عام روعتنا خطوبهُ وسالت به منا الدماء الدوافق فقلت لهم لا تتبعوه ملامة

تعيش بلا قلب أتحيا بلا قلب وفي مصر ما يغوى القلوب وما يسبي أبا العقل تحيا لا تقل تلك غفلةٌ

غلا الحزنُ في عينيكَ والحزنُ جمرةٌ تصاول حبَّات العيونِ بلا رفقِ أمِن جمرةٍ في القلبِ يذكو أوارها

خطابٌ كزهر الروض بل هو أنضر وروحٌ كروح السحر بل هو أسحر تلقيته والقلب يخفقُ والجوى