بحر الطويل

تَقَدَّمْ فهذا مَطلعُ الحقِّ والهُدَى ألستَ تَرى النُّورَ الذي جَاوَزَ المدى أتيتَ رَسُولَ اللهِ تَتبعُ دِينهُ

مَحيصةُ بلّغْ ما أُمِرتَ فإنّما هو الدينُ دينُ المسلمِينَ أو القتلُ إلى فَدَكٍ فَاحْمِلْ بَلاَغ مُحمّدٍ

كذلك يَشقى الجامحُ المتعسِّفُ ويركبُ متن الظُّلمِ مَن ليس يُنصِفُ يَموتُ بِسُوءِ الرأيِ مَن ساءَ خُلقه

ما يكسب المرءُ من إثمٍ ولا يَزَرُ إلا أحاطَ به من ربِّه قَدَرُ وليس للنَّفس إن خابت وإن خسرت

يقول أبو سُفيانَ أودى مُحمدٌ قتيلاً ويأبى الشيخُ إلا تماديا فلما أراد الحقَّ أقبل سائلاً

تأنَّ ابنَ حربٍ لستَ في مثلها جَلْدا قصاراك أن ترتدَّ حرّانَ أو تَرْدَى هي الغارةُ الحَرّى فإن شِئتَ فانطلِقْ

على ذكرها فليعرفِ الحقَّ جاهلُهْ ويُؤمنْ بأنّ البغيَ شتَّى غَوائلُهْ هِيَ الغزوةُ الكبرى هَوى الشّركُ إذ رمت

نَبِّئ سِوايَ فَما لي حِينَ تُخبرني بَأسُ الحَديدِ وَلا صَبرُ الجَلاميدِ ماذا حَملتَ مِن الأَنباءِ لا رُزِئَت

بِسيفك فيما اخترتَ من عاجلِ القتلِ سُقِيتَ ذُعافَ الموتِ فَاشْربْ أبا جَهلِ هُو السّيفُ لولا الجبنُ لم يَمْضِ حدُّه

دعا فأجابوا والقلوبُ صَوادِفُ وقالوا اسْتَقمنا والهَوى مُتجانِفُ مَضَى العهدُ لا حربٌ تُقامُ ولاأذىً