بحر الكامل

وَمُهَفهَفٍ نادَيتُهُ لَمّا بَدا مُتَهَلِّلاً بِجَمالِهِ مُتَبَسِّما أَمُوَلَّدَ الأَتراكِ إِنَّ مُوَلَّدَ

قومي اِسمَعي يا هَذِهِ وَتَأَمَّلي رَقصَ الغُصونِ عَلى غِناءِ البُلبُلِ فَالطَيرَ بَينَ تَشاجُرٍ وَتَغَرُّدٍ

هَذا هُوَ الزَمَنُ البَديعُ المونِقُ وَالعَيشَةُ الرَغدُ الَّتي هِيَ تُعشَقُ فَعَلامَ تَصحو وَالحَمامُ كَأَنَّها

صَدُّ الحَبيبِ وَذاكَ دونَ فِراقِهِ وَمَنِ الَّذي يَبقى عَلى ميثاقِهِ رَشَأٌ أَغارَ عَلَيهِ مِن أَجفانِهِ

عُج بِالعَقيقِ وَعَدِّ عَن تَصحيفِهِ لا خَيرَ فيهِ إِذا اِستَقَلَّ مُصَحَّفا يا كاتِباً بَخِلَت يَداهُ بِأَحرُفٍ

كَتَمَ الهَوى فَوَشَت عَلَيهِ دُموعُهُ مِن حَرِّ جَمرٍ تَحتَويهِ ضُلوعُهُ صَبٌّ تَشاغَلَ بِالرَبيعِ وزَهرُهُ

دَبَّ العِذارُ بِخَدِّهِ فَتَعَذَّرا مِن بَعدِ ما قَد كانَ بَدراً نَيِّرا وَتَناقَصَت أَحوالُهُ فَكَأَنَّهُ

عَرِّج عَلى نَجدٍ لَعَلَّكَ مُنجِدي بِنَسيمِها وَبِذِكرِ سُعدى مُسعِدي بَدَوِيَةُ الأَلفاظِ دونَ خَبائِها

يا صاحِ قَد صاحَ الحَمامُ وَغَرَّدا دَع في المُدامِ وَشُربِهِا مُن فَنَّدا أَو ما تَرى شَجرَ الخَريفِ كَأَنَّما

في آمِدِ السَوداءِ بَيضٌ ما اِنثَنَوا إِلّا حَكَوا سَمَرَ الرِماحِ قُدودا تَخَذوا مِنَ اللَيلِ البَهيمِ قِلانِساً