بحر الكامل

حَتّى مَتى لا يَبرَحُ التَبريحُ وَإِلامَ أَكتُمُ وَالسَقامُ يَبوحُ لا شَرحُ كُتُبِ أَحِبَتي يَأتي وَلا

خَرِفَ الخَريفُ وَأَنتَ في شُغُلٍ عَن بَهجَةِ الأَزمانِ وَالحُقَبِ أَوراقُهُ صُفرُ وَقَهوَتُنا

هَذا الحَبيبُ وَهَذِهِ الصَهباءُ عَذلُ المُصِرِّ عَليهِما إِغراءُ وَالأَغيَدُ الأَلمى يَروقُكَ مَنظَراً

الشَوقُ بَينَ جَوانِحي يَتَرَدَّدُ وَدُموعُ عَيني تَستَهِلُّ وَتَنفِدُ إِنّي لَأَطمَعُ ثُمَّ أَنهَضُ بِالمُنى

يا خُلَّتي وَصَفِيَّتي وَعَذابي مالي كَتَبتُ فَلَم تَرُدَّ جَوابي خَنَتِ المَواثِقَ أَم لَقيتِ حَواسِداً

أَشكو اِنفِرادي بِالهُمومِ وَوَحشَتي لَفُراقِكُم وَصَبابَتي وَحَنيني وَتَلَفُّتي كَيما أَراكِ وَما أَرى

يا رَبِّ إِنّي قَد غَرَضتُ بِهَجرِها فَإِلَيكَ أَشكو ذاكَ يا رَبّاه مَولاةُ سَوءٍ تَستَهينُ بِعَبدِها

يا اِبنَ الخَلائِفَ وَالجَحاحِجَةِ العُلى وَالأَكرَمينَ مَناسِباً وَأُصولا وَالأَعظَمينَ إِذا العِظامُ تَنافَسوا

تَفديكَ أُختُكَ قَد حُييتَ بِنَعمَةٍ لَسنا نَعُدُّ لَنا الزَمانَ عَديلا إِلّا الخُلودَ وَذاكَ قُربُكَ سَيِّدي

يا عَذِلي قَد كُنتُ قَبلَكَ عاذِلاً حَتّى اِبتُليتُ فَصِرتُ صَبّاً ذاهِلا الحُبُّ أَوَّلُ ما يَكونُ مَجانَةً