بحر الكامل

لِلْمَهْرَجَانِ عَلَيْكَ حَقُّ سَنَّهُ أبَاؤُكَ الْمُتَقَدِّمُوْنَ فَأَدِّهِ بَاكِرْهُ بِالرَّاحِ الشَّمُوْلِ تَحُثُّهَا

لولا أبو الفَرَجِ الذي فُرِّجَتْ به كُرَبي لما جَفَّتْ لُبُودُ جِيَادي ولجلتُ آفاقَ البلادِ وجُبْتُها

اخسأْ لَحَاكَ اللّهُ كلبَ دَنَاءَةٍ كلباً يروح على النِّباحِ ويغْتدي يهدي المدائِحَ للِّئَامِ فإنْ هَجا

عَجِبْتُ من قَنَاعَتي وقُعُودي غلب الجَدَّ عالياتِ الجُدُودِ إن تَكُوني ذممت كَرَّ نُحُوسي

يا أيها الصَّلْفُ المُدِلُّ بِحُسْنِهِ جُدْ للمُحِبِّ فَأَنْتِ أهْلُ الجوْدِ بقبولِ مِضْرَابٍ حَكَاكَ بلُطْفِهِ

ساجِلْ بفصِّك مَنْ أرَدْتَ وباهِهِ فكفى به كدًّا لِقَلْبِ الحاسِدِ متألقٌ فيه الفِرْنَدُ كأنّه

يا كامِلَ الآدَابِ مُنْفَرِدَ العُلا والمكرُمات ويا كَثِيْرَ الحاسِدِ شَخَصَ الأنامُ إلى جَمَالِكَ فاستعِذْ

اعْذِرْ أَخَاكَ فما عَلَيْهِ جُنَاحُ لا غَرْوَ أَنْ تَتَأَلّفَ الأَرْوَاحُ جِسْمَانِ أُلِّفَ بالهَوَى رُوحَاهُمَا

كَلِفَ الفُؤَادُ بِشَادِنٍ أبْصَرْتُهُ في مَأْتَمٍ يَبْكِي بِطَرْفٍ أَدْعَجِ ما زال يَخْمِشُ خَدّهُ بِبَنَانِهِ

يا طِيْبَ يَومِ خَلاَعَةٍ وَبَطالَةٍ قَصَّرْتُهِ بِتَمَتُّعْ وَلَذَاذَةِ فِي رَوْضَةٍ جُلِيَتْ عَلَى أَبْصارِنَا