بحر الكامل

اللَهُ يَعْلَمُ ما تَرَكْتُ وَدَاعَهُ وَلَقَدْ جَزِعْتُ لِفَقْدِهِ وَفِراقِهِ إِلا مَخافَةَ أَنْ يُذِيبَ فُؤادَهُ

خِفْتُ الرَّقِيبَ فَجَلَّلَتْني شَعْرَها وَتَجَلَّلَتْ مِنْ خَوْفِ واشٍ يَرْمُقُ فَكأنَّنا صُبْحانِ في لَيْلٍ حَوى

قُمْ يا غُلامُ إِلى الشَّمولِ فَهاتِها قَبْلَ انْتِشارِ الصُّبْحِ في الآفاقِ فَكأَنَّها شَمْسٌ تُنِيرُ بِها الدُّجى

لَمْ أَمْشِ في طُرُقِ العَزاءِ لأَنَّني غَالي السُّلُوِّ رَخِيصُ فَيْضِ الأَدْمُعِ وإِذا ذكَرْتُكَ يَوْمَ سِرْتَ مُوَدِّعاً

قَدْ كانَ يَقْنَعُ بِالمُنى مِنْ حُبِّهِ فَزَها عَلَيْهِ فَماتَ صَبْرُ قُنوعِهِ فَكأَنَّما أَلْفاظُهُ يَوْمَ النَّوى

أَخْشى عَلَيْكَ إِذا مَشَيْتَ تَقَصُّفاً وَكَذا يُخافُ عَلى القَضيبِ إِذا نَشا أَوْحَشْتَني وَلَوِ اطَّلَعْتَ عَلَى الَّذي

يا واحِدَ الحُسْنِ الَّذي لِجَمَالِهِ تُثْنى إِلَيْهِ أَعِنَّةُ الأَبْصارِ إِنِّي أُعِيذُكَ بالَّذي خَلَقَ الهَوى

لا تُنْكِرِي ما بي فَلَيْسَ بِمُنْكَرِ عِنْدَ التَفَرُّقِ حَيْرَةُ المُتَحَيِّرِ هَا هذِهِ رُوحي إِلَيْكِ هَدِيَّةً

وَمَريضِ كَرِّ اللحْظِ تَحسِبُ أَنَّما أَجفانُهُ نَشْوى بِلا خَمْرِ يُزْهى بِراءٍ مِنْ زُمُرُّدِ شَعْرِهِ

لما تأَمَّلْتُ الرِّياضَ وزَهْرُها يَجْلوُ مَحاسِنَهُ عَلَى قُصَّادِها شاهَدْتُ فيهِ بَدَائِعاً وغَرائباً