بحر الكامل

إني عَشِقْتُ مِنَ السَّعادَةِ مُسْعِدا واصَلتُهُ فغدا مشوقاً شائقا فإذا دَنا جعلَ الزِّيارَةَ شأنَه

أمَّا الخيالُ فما يَغُبُّ طُروقا يَدنو بوصلِكَ شائقاً ومَشُوقا وافى فحقَّقَ لي الوَفاءَ ولم يَزَلْ

أنّى يعودُ من الصَّبابةِ مُفْرِقا ولِقاؤُّهُم للبَيْنِ غادَرَهُ لَقَا لم تَعتَرِضْ غِزلانُهُم يَومَ النَّقا

قَمَرٌ تَفَرَّدَ بالمَحاسِنِ كلِّها فإليه يُنسَبُ كلُّ حُسْنٍ يُوصَفُ فَجَبِينُهُ صُبْحٌ وطُرَّتُه دُجىً

رَفِقَ الزَّمانُ بنا وكانَ عَنيفا وغَدا لنا بعدَ القِراعِ حَليفا ودَنَتْ ظِلالُ المَكرُماتِ وذُلِّلَتْ

عافَ الوقوفَ على المحلِّ العافي وأقامَ إلفَ مَوَدَّةِ الأُلاّفِ صَبٌّ يواصلُ للصبَّابةِ قاطعاً

أَمُعَنِّفي إنْ زِدْتَ في التَّعْنيفِ فاردُدْ سَوابِقَ دَمْعيَ المَذروفِ سلَّتْ على قَلبي ظُبا أسيافِها

هذي المَعارِفُ منهمُ فتَعَرَّفا وَقِفا لعلَّ الرَّكْبَ أن يتوقَّفا إن تَجفُها ديَمُ السَّحابِ فما جَفا

هَلْ للعَليلِ سوى ابنِ قُرَّةَ شَافي بعدَ الإلهِ وهل له من كافي أحيا لنا عِلمَ الفَلاسِفَةِ الذي

أهلاً به من عارِضٍ تَرَكَ الدُّجَى ببَياضِ مُزنْتِهِ غُراباً أبقَعا نَثَرَتْ يَدُ الأرياحِ لُؤلُؤَ ثَلْجِه