بحر الكامل

وَلَقَد أَقولُ لِصاحِبٍ نَبَّهتُهُ فَوقَ الرَحالَةِ وَالمَطيُّ رَواقي أَو ما شَمَمتَ بِذي الأَبارِقِ نَفحَةً

لَولا يَذُمُّ الرَكبُ عِندَكَ مَوقِفي حَيَّيتُ قَبرَكَ يا أَبا إِسحَقِ كَيفَ اِشتِياقُكَ مُذ نَأَيتَ إِلى أَخٍ

يا دارُ ما طَرِبَت إِلَيكِ النَوقُ إِلّا وَرَبعُكِ شائِقٌ وَمَشوقُ جاءَتكِ تَمرَحُ في الأَزِمَّةِ وَالبُرى

لِمَنِ الحُدوجُ تَهُزُّهُنَّ الأَنيُقُ وَالرَكبُ يَطفو في السَرابِ وَيَغرَقُ يَقطَعنَ أَعراضَ العَقيقِ فَمُشئِمٌ

قَضَتِ المَنازِلُ يَومَ كاظِمَةٍ أَنَّ المَطيَّ يَطولُ مَوقِفُها لُمَعٌ مِنَ الأَطلالِ يُحزِنُنا

جَرَّعتَني غُصَصاً وَرُحتُ مُسَلِّماً فَلَأَسقِيَنَّكَ مِثلَها أَضعافا إِن نَجتَمِع يَوماً أَكُن لَكَ جُذوَةً

أَشكو إِلَيكَ مَدامِعاً تَكِفُ بَعدَ النَوى وَجَوانِحاً تَجِفُ وَحَشاً إِذا ذُكِرَ الفِراقُ هَفا

رُدّوا الغَليلَ لِقَلبِيَ المَشغوفِ وَخُذوا الكَرى عَن ناظِري المَطروفِ وَدَعوا الهَوى يَقوى عَلَيَّ مُضاعَفاً

خَلَطوا الصَوارِمَ بِالقَنا وَتَعَمَّموا بِالبيضِ وَاِجتابوا العَجاجَ دُروعا قَومٌ إِذا هَتَفَ الصَريخُ بِنَصرِهِم

شَرِسٌ تَيَقُّظُهُ تَيَقُّظُ خائِفٍ وَفِعالُ نَجدَتِهِ فِعالُ شُجاعِ وَمُدَرَّبينَ عَلى اللِقاءِ كَأَنَّهُم