بحر الكامل

قد سارَ بي هذا الزّمانُ فأوجَفَا ومَحا مشيبي من شَبابي أحرُفا إلاّ أكُنْ بلَغَتْ بيَ السّنُّ المَدى

أحْبِبْ به قَنَصاً إلى مُتَقَنِّصِ وفريصةً تُهدى إلى مُستفرِصِ من أين هذا الخشْفُ جاذبَ أحبُلي

للّهِ أيُّ شِهابِ حربٍ واقِدٌ صَحِبَ ابنَ ذي يزَنٍ وأدركَ تُبّعا في كفِّ يحيَى منه أبيضُ مُرهَفٌ

المُدْنَفَانِ منَ البرِيّةِ كلِّهَا جسمي وطَرْفٌ بابليٌّ أحوَرُ والمُشرِقاتُ النّيّراتُ ثلاثةٌ

فُتِقَتْ لكم ريحُ الجِلادِ بعنبرِ وأمدَّكُمْ فَلَقُ الصّباحِ المسْفِرِ وجنَيْتُمُ ثَمَرَ الوقائِعِ يانِعاً

ومُكَلَّلٍ بالدُّرِّ من إفرِنْدِهِ فيهِ أكالِيلٌ من الفُولاذِ ممّا اقتنى الملِكُ الهِرَقلُ فلم يزَلْ

قُلْ للمليكِ ابنِ الملوكِ الصِّيدِ قوْلاً يسدُّ عليه عَرْضَ البيدِ لَهفي عليكَ أما ترِقُّ على العُلى

يا روضَ علمٍ ويا سَحابَ ندىً لا زِلتَ لا زِلتَ عيشَنا الرَّغدا يَتْرَى علينا نَدَى يديكَ كما

هل كانَ ضَمّخَ بالعبير الريحا مُزْنٌ يُهّزُّ البرقُ فيه صَفيحا تُهْدي تحِيّاتِ القُلوبِ وإنّما

لَمّا رَأَت شَيباً يَلوحُ بِمَفرِقي صَدَّت صُدودَ مُفارِقٍ مُتَجَمِّلِ فَظَلِلتُ أَطلُبُ وَصلَها بِتَذَلُّلٍ