بحر الكامل

يا قَومُ طالَ إِلى الحِجازِ تَشَوُّقي وَبَكَيتُ مِن مَضَضِ الهُمومِ الطُرَّقِ إِنّي أُحاذِرُ أَن أَموتَ بِغُصَّةٍ

هَلّا عَصَيتَ هَواكَ يا اِبنَ الأَحنَفِ إِذ لا نَصيرَ لِدَمعِكِ المُتَوَكِّفِ بِأَبي وَأُمّي ظَبيَةً أَبصَرتُها

هَذا كِتابُ فَتىً لِغَيبِكِ حافِظٍ كَلِفٍ بِذِكرِكِ يا ظُلَيمَةُ مُدنَفِ إِن غِبتِ آنَسَ طَرفَهُ بِدُموعِهِ

قولا لِمَن كَتَبَ الكِتابَ بِكَفِّهِ إِرحَم فَدَيتُكَ ذِلَّتي وَخُضوعي مازِلتُ أَبكي مُذ قَرَأتُ كِتابَكُم

إِنَّ المَليحَةَ آذَنَت بِتَرَحُّلٍ فَاِقصِد سَبيلَ لِقائِها وَوَداعِها آنَستُ مِن قَلبي الغَداةَ تَشَتُّتاً

لا تَجمَعي هَجراً عَليَّ وَغُربَةً فَالهَجرُ في تَلَفِ الغَريبِ سَريعُ مَن ذا فَدَيتُكِ يَستَطيعُ لِحُبِّهِ

يا زَينَ مَن رَأَتِ العُيونُ إِذا بَدَت وَسطَ النِساءِ وَلَفَّهُنَّ المَجمَعُ الحُسنُ مِنكِ سَجِيَّةٌ مَطبوعَةٌ

تَعَبٌ يَطولُ لِذي الرَجاءِ مَعَ الهَوى خَيرٌ لَهُ مِن راحَةٍ في الياسِ لَولا مَحَبَّتُكُم لَما عاتَبتُكُم

وَلَقَد أَقولُ وَشَفَّ قَلبي هَجرُهُ يا قَلبِ صَبراً لِلمَليكِ القادِرِ وَدَعِ التَطَيُّرِ كَم وَكَم مُتَطِيِّرٍ

يا هَجرُ كُفَّ عَنِ الهَوى وَدَعِ الهَوى لِلعاشِقينَ يَطيبُ يا هَجرُ ماذا تُريدُ مِنَ الَّذينَ قُلوبُهُم