بحر الكامل

لَو لَم يَكُن قَمَرٌ إِذا ما زُرتُكُم يَهدي إِلى نَهجِ الطَريقِ الواضِحِ لَتَوَقَّدَ الشَوقُ المُبَرِّحُ مُهجَتي

اللَهُ يَعلَمُ ما أَرَدتُ بِهَجرِكُم إِلا مُصانَعَةَ العَدوِّ الكاشِحِ وَعَلِمتُ أَنَّ تَباعُدي وَتَسَتُّري

ما لي أُهانُ وَلا تُجابُ صَحائِفي وَإِلى مَتى أُقصى لَدَيكِ وَأُحجَبُ ما كانَ ضَرَّكِ إِذ كَرِهتِ أَميرَتي

قُل لِلَّتي وَصَفَت مَحَبَّتَها لِلمُستَهامِ بِذِكرِها الصَبِّ ما قُلتِ إِلا الحَقَّ أَعرِفُهُ

هَلّا أُحَدِّثُكُم بِأَطرَفِ قِصَّةٍ بَلَغَتكُمُ في سالِفِ الأَحقابِ إِنسانَةٌ عَرَضَت عَلَيَّ وِصالَها

كُنّا نُعاتِبُكُم لَيالِيَ عَهدُكُم حُلوُ المَذاقِ وَفيكُمُ مُستَعتَبُ فَاليَومَ حينَ بَدا التَغَيُّرُ مِنكُمُ

لَو كُنتِ عاتِبَةً لَسَكَّنَ لَوعَتي أَمَلي رِضاكِ وَزُرتُ غَيرَ مُراقِبِ لَكِن مَلَلتِ فَلَم تَكُن لي حيلَةٌ

عاصٍ مُسيءٌ مُذنِبٌ مُتَعَتِّبٌ أَخفى رِضاهُ وَأَظهَرَ الغَضَبا إِني اِعتَذَرتُ إِلَيهِ مِن ذَنبٍ لَهُ

عَذَّبتِ قَلبي بِالعِتابِ فَكُلَّما فَنِيَ العِتابُ بَدَأتِهِ بِعِتابِ وَزَعَمتِ أَنّي لا أُحِبُّكِ صادِقاً

لم أَلقَ ذا شَجَنٍ يَبوحُ بِحُبِّهِ إِلا ظَنَنتُكِ ذَلِكَ المَحبوبا حَذَراً عَلَيكِ فَإِنَّني بِكِ واثِقٌ