بحر الكامل

إِكرَه لِغَيرِكَ ما لِنَفسِكَ تَكرَهُ وَاِفعَل بِنَفسِكَ فِعلَ مَن يَتَنَزَّهُ وَاِدفَع بِصَمتِكَ عَنكَ خاطِرَةَ الخَنا

تَصَبَّر عَنِ الدُنيا وَدَع كُلَّ تائِهِ مُطيعِ هَواً يَهوي بِهِ في المَهامِهِ دَعِ الناسَ وَالدُنيا فَبَينَ مُكالِبٍ

أَيا نَفسُ مَهما لَم يَدُم فَذَريهِ وَلِلمَوتِ رَأيٌ فيكِ فَاِنتَظِريهِ مَضى مَن مَضى مِنّا وَحيداً بِنَفسِهِ

يا عُتبُ هَجرُكِ مورِثُ الأَدواءِ وَالهَجرُ لَيسَ لِوُدِّنا بِجَزاءِ يا صاحِبَيَّ لَقَد لَقيتُ مِنَ الهَوى

بَينا الفَتى مَرِحُ الخُطى فَرِحاً بِها يُسقى لَهُ إِذ قيلَ قَد مَرِضَ الفَتى إِذ قيلَ باتَ بِلَيلَةٍ ما باتَها

مَن كانَ يَزعُمُ أَن سَيَكتُمُ حُبَّهُ أَو يَستَطيعُ السَترُ فَهوَ كَذوبُ الحُبُّ أَغلَبُ لِلرِجالِ بِقَهرِهِ

الصِدقُ إيمانٌ وَرُبَّتَما عِندَ الضَرورَةِ يَنفَعُ الكَذِبُ وَالحِلمُ مِن خُلُقِ الكِرامِ وَكَم

نَعلٌ بَعَثتُ بِها لِتَلبَسَها تَسعى بِها قَدَمٌ إِلى المَجدِ لَو كانَ يَصلُح أَن أُشَرِّكَها

إِحذَر مِنَ الدُنيا مَغَبَّتَها كَم صالِحٍ عَبَثَت بِهِ فَفَسَد ما بَينَ فَرحَتِها وَتَرحَتِها

لا تَرقُدَنَّ لِعَينِكَ السَهَرُ وَاِنظُر إِلى ما تَصنَعُ العِبَرُ اُنظُر إِلى عِبَرٍ مُصَرَّفَةٍ