بحر الكامل

رَحَلوا فَأَيَّةُ عَبرَةٍ لَم تُسكَبِ أَسَفاً وَأَيُّ عَزيمَةٍ لَم تُغلَبِ قَد بَيَّنَ البَينُ المُفَرِّقُ بَينَنا

هَل لِلنَدى عَدلٌ فَيَغدو مُنصِفاً مِن فِعلِ إِسماعيلِهِ اِبنِ شِهابِهِ العارِضِ الثَجّاجِ في أَخلاقِهِ

يا حارِثِيَّ وَما العِتابُ بِجاذِبٍ لَكَ عَن مُعانَدَةِ الصَديقِ العاتِبِ ما إِن تَزالُ تَكيدُهُ مِن جانِبٍ

أَمُخَلِّفي يا فَتحُ أَنتَ وَظاعِنٌ في الظاعِنينَ وَشاهِدٌ وَمُغَيِّبي ماذا أَقولُ إِذا سُئِلتُ فَحَطَّني

ما أَنتَ لِلكَلِفِ المَشوقِ بِصاحِبِ فَاِذهَب عَلى مَهَلٍ فَلَيسَ بِذاهِبِ عَرَفَ الدِيارَ وَقَد سَئِمنَ مِنَ البِلى

مَن سائِلٌ لِمُعَذِّرٍ عَن خَطبِهِ أَو صافِحٌ لِمُقَصِّرٍ عَن ذَنبِهِ حُمِّلتُ لِلحَسَنِ بنِ وَهبٍ نِعمَةً

حاشاكِ مِن ذَكَرٍ ثَنَتهُ كَئيبا وَصَبابَةٍ مَلَأَت حَشاهُ نُدوبا وَهَوىً هَوى بِدُموعِهِ فَتَبادَرَت

كَم بِالكَثيبِ مِنِ اِعتِراضِ كَثيبِ وَقَوامِ غُصنٍ في الثِيابِ رَطيبِ وَبِذي الأَراكَةِ مِن مَصيفٍ لابِسٍ

إِمّا أَلَمَّ فَبَعدَ فَرطِ تَجَنُّبِ أَو آبَهُ هَمٌّ فَمِن مُتَأَوِّبِ هَجَرَ المَنازِلَ بُرهَةً حَتّى اِنبَرَت

قَد كانَ طَيفُكَ مَرَّةً يُغرى بي يَعتادُ رَكبي طارِقاً وَرِكابي فَالآنَ ما يَزدارُ غَيرَ مَغَبَّةٍ